ونواصل مع قاسم

ونواصل مع قاسم

الشيخ عيسى قاسم ومن معه يعتمدون في غسيل المخ المتواصل الذي يجرونه لأتباعهم وفي رسائلهم الموجهة إلى الخارج على استراتيجية ثابتة وهي استخدام مصطلحات سياسية ذات دلالات سياسية معروفة في عالم السياسة وبين أهل الحكم وأهل المعارضة على مستوى العالم للدلالة على أشياء مختلفة في البحرين، مستغلين في ذلك حماسة أتباعهم واستعداد جهات خارجية لتصديقهم، عن جهل أو عن سوء نية.
فكلمة المعارضة تستخدم في العالم كله لوصف حزب أو أحزاب أو جمعية أو جمعيات تمارس السياسة من خلال مراقبة سياسات الحكومة وانتقادها وتسعى للإمساك بالسلطة من خلال إبراز عيوب السلطة وتقديم نفسها للناس كبديل أفضل سعيا للفوز في الانتخابات، بشرط أن يكون الحزب ممثلا للشعب كله ومحققا لمصالح الشعب كله وليس فئة منه، ما عدا البحرين.
الشيخ عيسى قاسم يقدم نفسه للناس وللجهات الخارجية على أنه من المعارضة التي لا يوجد سواها ويسعى دوما إلى تأكيد هذه المسألة من خلال تقسيم الشعب البحريني إلى قسمين لا ثالث لهما “الموالاة والمعارضة” ويضع في خانة الموالاة كل من ليس معه من أبناء شعبنا، فهو وحده يملك مسألة تصنيف الناس هنا أو هناك. لابد ان يعرف كل من يهمه الأمر أن الحزب المعارض أو الجماعة المعارضة لابد أن تعبر عن مطالب الشعب بأكمله وليس مطالب طائفة كما يفعل الشيخ قاسم وكما يسوق منذ سنوات، فالطائفية لا تتفق مع المعارضة كعمل سياسي ولا تتفق مع الديمقراطية التي ينادي بها الشيخ.
سنظل نقول هذا الكلام طالما ظل الشيخ يردد في خطبه ما يقوله كل جمعة، وسنظل نقول له إنه يمثل طائفة ولا يمثل الشعب البحريني ومطالبه مطالب طائفية وليس بريئا من التضليل الذي يتهم به غيره وهو على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الشيخ يقول وهو في هذا المقام: “وجدت السلطات من قلقها على كراسيها، ما يدفعها إلى أن تبحث عن ضمانة الاحتفاظ بالموقع العزيز على نفوسهم، بكل وسيلة من أي نوع من الحيلة والخداع، والتضليل الإعلامي الواسع، والبطش والإسراف في القوة، وعقد التحالفات التي تحميها”. التضليل الإعلامي يا شيخ هو زعمكم انكم المعارضة وزعمكم انكم تريدون الحوار الجاد الذي يصلح، فكيف نصدق أن لديكم هذه الرغبة وأنتم تسفهون لدى أتباعكم كل حكام هذه الأمة وتقولون إن “السالكين طريق العدل، ورعاية مصالح الشعوب من حكومات الأمة لنيل ثقة شعوبها مما يوفر راحة الطرفين، قليلٌ من القليل، بل هو الشيء النادر كل الندرة”.
أنت بهذا الكلام يا سماحة الشيخ تنشر اليأس وتدعو أتباعك للحرب وليس للحوار وتريد الحكم لطائفتك ولن يرضيك أي حوار إلا إذا تحقق لك هذا المطلب.