بثينه خليفه قاسم
2 يونيو 2019
وما زلنا نبحث مسألة ارضاع الكبير !
ما هذا بحق السماء أيها السادة ؟الأرض تهتز من تحت أرجلنا والمنطقة تنتظر جحيما لا يعرف مداه الا الله والصواريخ توجه إلى أكثر الأماكن قداسة في العالم .الصواريخ توجه إلى مكة المكرمة وإسرائيل تستعد لتصفية القضية الفلسطينية وحرب الوجود تدور بين غالبية الدول العربية وبين الإرهاب ،ووسط كل هذا البلاء يطلع علينا من يبحث في قضية ارضاع الكبير !أليس هذا شيئا يدعو إلى اليأس والإحباط ؟
كنت أحسب أن هذه القضية قد نسيت وسط الهموم الكبيرة التي تعيشها الأمة بعد أن أخذ المتنطعون وقتا طويلا في بحثها منذ سنوات ،ولكني فوجئت بعودتها الى السطح مرة أخرى وأفرد لها الكثيرون المساحات في أحاديثهم وفي منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي !
يا لها من خيبة أمل كبيرة أن نرى بعض المشايخ يسقطون في الفخ ويبحثون قضية لا جدوى من ورائها ويمعنون في التفاصيل بشكل يدعو إلى التهكم !
أي نفع سيعود على أمة حالها كما نرى من البحث في قضية ارضاع المرأة الكبير ؟أي نفع سيعود على من يرضع أو من ترضع ؟ وما الذي سيعود على الدين أو الدنيا اذا ثبت أنها حلال أو أنها حرام ؟
في الوقت التي تخشى الولايات المتحدة على أمنها من شركة هواوي الصينية وما وصلت إليه في تكنولوجيا ال G5 وتقوم بحظر التعامل مع هذه الشركة خوفا من ممارسة التجسس عليها ،نجد شيخنا الجليل يبحث في كيفية الرضاعة وفي مدى حدوث إثارة الرجل عند رؤيته لحلـــمة المرأة وهل من الأفضل أن يتناول الحليب باستخدام كوب أم يقوم بالرضاعة مباشرة من الثدي ؟
وفي النهاية أمكن للشيخ أن يحسم القضية ويعلن أن الحلمة وحدها دون بقية الثدي لا تسبب إثارة لأنها سوداء وبالتالي لا مشكلة من رضاعة الكبير من ثدي المرأة .ونحن لا نملك سوى أن نقول لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم !
الأمة في كرب وهناك من يقوم عن عمد أو عن جهل بتسطيح وعي الناس وشغل عقولهم بتوافه الأمور وبالقضايا التي لا تقدم ولا تؤخر ،والشيء المحزن أن أئمة مساجد كبيرة في دول خليجية قد قاموا بدور في إثارة هذه القضية التي كانت قد انتهت منذ أعوام .