وماذا بعد كلام الجامعة العربية

وماذا بعد كلام الجامعة العربية

بثينه خليفه قاسم

١ يناير ٢٠٢٠

 

وماذا بعد كلام الجامعة العربية ؟

 

الأوضاع في ليبيا تتجه نحو المزيد من التصعيد في ظل تصفية الحسابات بين القوى الإقليمية والدولية صاحبة المصلحة ،فما الذي يمكن أن تقوم به الدول العربية الايام القادمة في ظل هذا الوضع المتأزم بعد أن أصدر الرئيس التركي اردوغان على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا ؟

صحيح أن مجلس جامعة الدول العربية اجتمع قبل أيام قليلة وبالتحديد في ٣١ديسمبر من العام المنصرم وأكد على الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها ورفض التدخل الخارجي أيا كان نوعه ودعم العملية السياسية من خلال التنفيذ الكامل لاتفاق الصخيرات الموقع في ديسمبر 2015 باعتباره المرجعية الوحيدة للتسوية في ليبيا ،وشدد على ضرورة إشراك دول الجوار في الجهود الدولية الهادفة إلى مساعدة الليبيين على تسوية الأزمة الليبية .

 

وقام المجلس أيضا برفض التدخلات الإقليمية التي تسهم في نقل المقاتلين من مناطق الصراع الأخرى إلى ليبيا وانتهاك القرارات الدولية الخاصة بحظر توريد السلاح .

 

كل هذه أمور جيدة ولكنها تبقى كلاما حتى الآن ،فمالذي يمكن بالضبط أن تقوم به الدول العربية وفي مقدمتها دول الجوار الليبي في مواجهة الوضع الراهن والوضع القادم ،خاصة وأن الرئيس التركي اردوغان أعلن في المقابل أن بلاده ستنفذ كامل بنود الاتفاقية المبرمة بين بلاده وبين حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج ،وقام بالفعل بتوقيع مذكرة تفويض إرسال قوات تركية إلى ليبيا وتم تسليم المذكرة للبرلمان لبحثها .

 

فما الذي يمكن أن تقوم به الدول العربية في مواجهة أردوغان اذا ما أقدم بالفعل على ارسال قوات إلى هناك ؟

لماذا لا تقوم الدول العربية بتوجيه انذارات واضحة وقوية لاردوغان بأنها ستتخذ موقفا مضادا المصالح التركية وربما تقوم بقطع العلاقات معها اذا ما أصرت على التدخل العسكري في ليبيا وهو الأمر الذي سيطيل أمد الصراع فيها ويدخلها في دوامة لا تنتهي من العنف ؟

ولماذا لا يقوم الشعب الليبي نفسه بفرض صوته على الشارع واجبار السراج على احترام اتفاق الصخيرات الذي يمنعه من التوقيع على اي اتفاقيات دولية بمفرده ؟