وماذا بعد الاتهامات المتكررة لإيران؟

وماذا بعد الاتهامات المتكررة لإيران؟

حادث سترة وما قبله من أحداث إرهابية يحمل بصمات إيران، والمعلومات التي يتم نشرها عقب كل عمل من هذه الأعمال تقول إن الحرس الثوري الإيراني هو المسؤول عن تدريب وتمويل هذه المجموعات المجرمة.
والأحداث الإرهابية التي تعرضت لها دولة الكويت الشقيقة حسبما قرأنا نفذت من قبل عملاء للحرس الثوري، والخلية الإرهابية التابعة لحزب الله التي تم كشفها واعتقال الكثير من المنتمين إليها بينت العلاقة بين الحرس الثوري الإيراني وبين هؤلاء الأشقياء، وبينت أن كميات الأسلحة الكبيرة التي تم كشفها في مزرعة شخصية كويتية هي أسلحة إيرانية.
وجاء ضمن أقوال المتهمين أن عناصر تابعة لتلك الخلية تلقت تدريبات على كيفية استخدام القذائف الصاروخية “آر بي جي”، والمواد المتفجرة في مواقع عسكرية تابعة للحرس الثوري في إيران قبل عام، وأنهم تدربوا على يد تلك العناصر في إحدى جزر البحر الأحمر القريبة من دولة افريقية، بموازاة ميناء ميدي اليمني الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وقالت صحيفتان كويتيتان، يوم الأحد الماضي، إن شحنة كبيرة من الأسلحة صودرت الأسبوع الماضي هُربت إلى البلاد من إيران.
وقالت وزارة الداخلية الكويتية، يوم الخميس الماضي، إن السلطات عثرت على ذخيرة ومتفجرات وأسلحة وقنابل في حفر تحت منازل بمنطقة قرب الحدود العراقية واعتقلت ثلاثة رجال يملكون المنازل.
فماذا بعد كل هذه المعلومات المؤكدة عن تورط إيران في كل العمليات التي تهز استقرار الدول العربية، خصوصا دول الخليج؟ وما الذي تقوم به الحكومات العربية والخليجية في مواجهة هذا الخطر الذي يهدد وجودنا في الخليج العربي؟
في كل مرة تكون ردودنا إعلامية فقط، نستنكر ونرفض التدخل في شؤوننا الداخلية ونرفض الإرهاب الايراني الساعي للقضاء علينا ومد همينة ونفوذ الدولة الإيرانية في بلادنا! فهل هذا هو كل ما نملك في مواجهة خطر بهذا الحجم؟
ألا يمكن اتخاذ موقف عربي شامل مما تقوم به إيران من عربدة وعبث بمقدرات شعوبنا؟ لماذا لا تجتمع الجامعة العربية وتتخذ قرارا بالإجماع بقطع العلاقات مع إيران في يوم واحد، بعد أن تثبت للمسؤولين الإيرانيين أنها استطاعت بالدليل الدامغ معرفة الصلة القائمة بين إيران وبين العمليات الساعية لهز استقرار دول الخليج؟ ما الذي يمكن أن نخسره إذا ما اجتمعت دولنا على قرار كهذا؟
ربما لا يرحب الكثيرون بكلام كهذا ويعتبرونه من قبيل السذاجة السياسية، ولكن عليهم أن يقولوا لنا ما هو الحل، خصوصا أن الخطر يتزايد والعمليات تزداد ضخامة!
لابد من موقف آخر غير الردود التي لا تتضمن سوى دعوة إيران إلى الالتزام بعلاقات حسن الجوار، فهذه الدعوة تتكرر على مدار أسابيع السنة ولا رد من إيران سوى زيادة نشاطها غير المشروع في دول الخليج.