في الوقت الذي ينشغل فيه العالم العربي بحرب داعش في شماله وشرقه وينشغل بعضه الآخر بالإرهاب الداخلي وبمشكلاته التي لا تنتهي بسبب ثورات الخراب العربي، سقطت كل مؤسسات اليمن الكبرى في يد الحوثيين وأصبحت اليمن تواجه مصيرا أسود لا محالة.
يتوقع البعض أن تعود اليمن ملكية تحت سيطرة الحوثيين ويقول آخرون إن عبدالملك الحوثي يمكن أن يصبح المرشد الأعلى للثورة في اليمن مثل علي خامنئي في إيران ويكون حكومته برئاسة شخصية موالية له، وهناك من يتوقع تقسيم اليمن ومن يتوقع أن تتحول إلى حرب طائفية طويلة تجعلها كالصومال.
كلها توقعات سوداء ولا يمكن لأكثر الناس تفاؤلا أن يتوقع غيرها، وهذا ما جناه أهل اليمن من ثورات الخراب التي استغلت هموم شعوبنا العربية واستغفلتها وجرتها نحو الخراب والتحلل الذاتي.
سقطت اليمن ومن قبلها سقطت ليبيا وأغلب الظن أن سوريا والعراق سيتم تقسيمها في النهاية ومصر تتعرض ليلا ونهارا لمحاولات إسقاطها في الفوضى، فالزلزال يضرب الأطراف ويضرب القلب، والخراب والتقسيم عملية منظمة وممنهجة وهناك إصرار من القوى الكبرى على تنفيذها في هذه المنطقة.
الشيء الذي يدعو للإحباط هو أن ما ينفذه العالم الخارجي على أرض العرب يتم بأيدينا نحن دون أن يتكبد أعداء الأمة أية أعباء إلا في أضيق الحدود.
في البداية لم تكن الغالبية العظمى من أبناء الأمة تعرف شيئا عن المؤامرة التي نتعرض لها جميعا، ولكن بعد أن اتضحت النتائج على أرض الواقع ورأى الجميع انتقال الدول التي أصابتها الاحتجاجات المشؤومة من سيئ إلى أسوأ أو انتقالها من الاستبداد الذي كانت تعاني منه إلى الخراب التام، يجب ان يدرك أصحاب الأحلام الوردية الساعين إلى الحكم في بقية البلاد العربية التي لم يصبها الخراب حتى الآن أن المطلوب هو تفتيت بلادكم بأيديكم والقضاء على الجميع وأنتم من بينهم، وليس الهدف هو الإصلاح والديمقراطية وأن الذين يأخذون بأيديكم حاليا سوف يتركونكم عند محطة معينة عندما تشتعل النار لتحرق الجميع، تماما كما حدث في ليبيا وسوريا واليمن والعراق.
الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل قال مؤخرا في لقاء تلفزيوني إن أميركا فعلت في العالم العربي كل ما أرادت وعلى حساب العرب أنفسهم!
إلى متى سنظل مستغفلين من قبل غيرنا وإلى متى سنظل ننفذ المؤامرة التي أصبحنا على وعي تام بها؟ هل أصبح تفكيرنا مشلولا وأصبحنا نسير نحو مصيرنا الذي نعلمه دون أن نبدي أية مقاومة؟.