وسائل التواصل وتخريب العلاقات بين الشعوب العربية

وسائل التواصل وتخريب العلاقات بين الشعوب العربية

21 أكتوبر 2017

وسائل التواصل وتخريب العلاقات بين الشعوب العربية

 

للأسف لا يزال الجهل يسيطر  على عدد كبير جدا من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي،وبخاصة الفيسبوك الذي يحتل نصيب الأسد في عدد مستخدميه بين وسائل التواصل الأخرى.

 

والمشكلة الكبرى تنتج عن سهولة عملية النشر دون رقيب أو حسيب،فكل انسان يستطيع أن يكتب أي شيء في أي وقت،سواء كان ما يكتبه الصدق أو الكذب.

يستطيع أي إنسان أن ينشر قصة كاذبة عن شخص أو جماعة أو عائلة أو دولة،دون مراعاة لقيم أو أخلاق ودون تفكير في حجم الضرر الذي يمكن أن يقع على الناس من جراء ذلك.

 

والشيء الأكثر سوءا هو أن آلاف آخرون من رواد تلك المواقع يتلقون هذه المنشورات ويقومون بمشاركتها لتصل إلى آلاف غيرهم،ويقومون في الوقت ذاته بتكوين مواقف والقيام بمعارك ضد أطراف أو أشخاص أو دول دونما تفكير في مدى دقة المنشور الذي تسبب في كل هذه المعارك المستعرة والتي تؤدي إلى الكراهية المتبادلة بين الشعوب وبعضها البعض وتؤدي إلى التعصب وتعميق الاصطفاف الطائفي المقيت.

 

من الأمثلة التي تبين جهلنا وقابليتنا للاستغفال بسهولة ما قام به البعض تجاه دولتين عربيتين هما الكويت الشقيقة واليمن خلال انتخابات منظمة اليونسكو،حيث قام شخص أو جهة بوضع منشور يتهم الدولتين الشقيقتين بعدم التصويت لإحدى المرشحات العربيات في هذه الانتخابات،وعلى الفور تلقف هذا المنشور آلاف من الجهلاء دون أدنى تفكير وبدأوا حملة من الانتقادات الدولتين الشقيقتين بشكل يوغر الصدور ويضر بعلاقات الأخوة والمودة بين الدول.

 

والشيء الذي يبين خيبة شعوبنا العربية وافتقارها للوعي،هو أن الكويت واليمن ليس لهما حق التصويت من الأساس في هذه الانتخابات.

 

فالى متى سيبقى الفيسبوك وسيلة هدامة تضر بعلاقات الأخوة والمودة بين شعوبنا؟ والى متى سنظل نستغفل من قبل جهات وجيوش اليكترونية تقوم بنشر شائعات واخبار كاذبة وتضع لنا الكلام الذي تريده على ألسنتنا وتجرنا الى حروب تضر بجميع أطرافها مستخدمة تسرعنا وعدم قدرتنا على الفحص والتدقيق في تمرير ما تريده؟