وزير الإعلام اللبناني والوزير الخاقاني

وزير الإعلام اللبناني والوزير الخاقاني

حسن نصر الله زعيم حزب الله (اللبناني) ونحن نضع كلمة اللبناني بين قوسين لأن حزب الله في حقيقة الأمر ليس حزبا لبنانيا ولكنه حزب إيراني يوجد على الأراضي اللبنانية ولا يصنع للبنان سوى الإهانات المتكررة،كونه يضع نفسه فوق الدولة اللبنانية، يتصرف كيف يشاء ويتخذ من القرارات ما يشاء ويبعث مليشياته إلى أي مكان ولا يستأذن في ذلك لبنان ولكنه يستأذن إيران، ويقول زعيمه ما يشاء من ترهات وشتائم ضد قادة ودول وقتما يشاء، ويهدد من يتخذ موقفا يزعج إيران وأذيالها في المنطقة حتى وإن كان رئيس الوزراء اللبناني!
حسن نصر الله أساء للسعودية، وهذا أمر متكرر فهو رجل مهمته الأساسية الإساءة للعرب وخدمة أهداف إيران في المنطقة، ولكن الذي أثار الضجة وضايق الجميع هو أن يتطوع التلفزيون الرسمي اللبناني بإعادة بث شتائم نصر الله المعادية للسعودية بعد أن بثتها قناة سورية!
وعلى أي حال، فقد أدت بعض التصريحات اللبنانية التي أطلقتها شخصيات معينة إلى شيء من الهدوء،خصوصا عندما قيل إن وزير الإعلام اللبناني قدم اعتذارا للمملكة العربية السعودية من خلال السفير السعودي في لبنان، ولكننا مع الأسف الشديد فوجئنا بما هو أسوأ مما حدث من قبل، حيث جاءت الأخبار من جديد تنقل على لسان وزير الإعلام اللبناني أن اعتذاره للسفير السعودي كان اعتذارا شخصيا وأنه لم يعتذر للسفير اعتذارا رسميا! ولماذا يستكثر الوزير اللبناني على نفسه وعلى بلده أن يعتذر رسميا لدولة لها ما لها من احترام ومكانة لدى العالم، خصوصا أن هذه الدولة لم تسئ إلى دولة لبنان وشعبها؟
أليس هذا شيئا يثير الضحك والسخرية؟ ما معنى أن يذهب وزير من دولة ما إلى سفير دولة أخرى لدى بلاده ليقدم له الاعتذار على خلفية إساءة تعرضت لها دولة السفير من هيئة رسمية تنتمي لدولة الوزير؟
لماذا كانت غضبة السفير بالله عليكم يا وزراء لبنان؟ هل كان غاضبا لسبب شخصي أم لأن دولته تعرضت للإساءة من قبل هيئة رسمية لديكم؟
ليت وزير الإعلام اللبناني كان قد واصل سكوتهَ! لأن رفضه اللاحق لبث التصريحات المسيئة لدولة عربية كبيرة يبين أن التلفزيون الرسمي التابع لوزارته قد فعل ذلك من وراء ظهره وهذه إهانة للوزير، ما لم تكن القوانين اللبنانية تقضي بغير ذلك، ولأن تراجعه عن اعتذاره الرسمي للمملكة العربية يفتح المجال لتكهنات كثيرة كلها مسيئة له، فسيقول قائل إن بث مهاترات نصر الله تم بمعرفة الوزير وموافقته، وسيقول آخر إن الوزير خاف من بطش نصر الله وبطش سوريا فتراجع عما أعلن من قبل حول اعتذاره للمملكة العربية السعودية.
المحصلة النهائية للموقف الغريب للوزير اللبناني هو أنه هو ونصر الله أساءا للبنان أكثر من إساءتهما لأية دولة أخرى، فالمملكة العربية السعودية أكبر بكثير من شتائم نصر الله وخطبه الحنجورية الفارغة، وكان أولى بالوزير اللبناني أن يفكر جيدا قبل أن يتحدث.

زبدة القول:
دخل ابن الجصاص يوما على ابن الفرات الوزير الخاقاني وفي يده بطيخة كافور، فأراد أن يعطيها الوزير ويبصق في نهر دجلة، فبصق في وجه الوزير ورمى البطيخة في نهر دجلة، فارتاع الوزير وانزعج ابن الجصاص وتحير، وقال: والله لقد أخطأت، أردت أن أبصق في وجهك وأرمي البطيخة في نهر دجلة، فقال له الوزير: كذلك فعلت يا جاهل، فخطأ في الفعل والاعتذار.