وزراء خارجية مجلس التعاون وتصريحاتهم الغامضة!

وزراء خارجية مجلس التعاون وتصريحاتهم الغامضة!

اجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في المملكة العربية السعودية لكي يتدارسوا الخلاف بين السعودية والبحرين والإمارات من جهة وبين قطر من جهة أخرى، وانتظرنا ما ستسفر عنه هذه الاجتماعات، ولكننا لم نسمع كلاما حاسما حول حل الأزمة وإعادة السفراء ولم نفهم شيئا مما صدر عن الوزراء الموقرين من تصريحات عقب هذه الاجتماعات، فالتصريحات دبلوماسية مهذبة تقبل التأويل على كل الأوجه، وبالتالي فقد زادت التساؤلات أكثر مما كانت وزادت الهواجس لدى الناس أكثر مما كانت، خصوصا أن أسباب الخلاف ليست واضحة بالتفصيل لدى عامة الناس بسبب الطبيعة الغامضة المتحفظة التي تميزت بها تصريحات المسؤولين الكبار خلال تناولهم للأزمة.
المفهوم لدي شخصيا أن شيئا لم يحدث والأزمة لا تزال قائمة وأن تصريحات السادة الوزراء مجرد تعبيرات دبلوماسية الهدف منها تهدئة الأمور وعدم إثارة الإعلام والصحافة في دول المجلس، حتى لا يهدم الكتاب ما يبنيه الوزراء، وعلى أمل أن تأتي الأيام القادمة بوضع أفضل مما نحن فيه.
والوزراء ومن قبلهم الملوك والأمراء لهم كل الحق في هذا التعتيم وفي استخدام تلك اللغة التصالحية الهادئة،ولكن هذا الوضع سيوضح إلى أي مدى أصبحنا ممزقين ولا قدرة لنا على مواجهة ما يتهددنا من مخاطر باتت معروفة للمواطن البسيط وليس فقط لأهل السياسة والحكم.
ما يجري في الخليج العربي الآن ليس بعيدا عن ما يجري لبقية الأمة، فالمؤامرة لن تكتمل إلا بإدخال أهل الخليج في معمعة الشقاق والنزاع حتى يمكن زلزلة الخليج ودفعه في أتون الحرب الداخلية.
لقد تم اختراق العالم العربي كله عن طريق ما يمكن أن نسميه حصان طروادة معينا، وحصان طروادة الخليجي هو المسببات التي أنتجت الوضع الذي نعيش فيه الآن والذي سيأخذنا إلى ما هو أسوأ في المستقبل القريب.
ويبدو أن البعض لم يقرأ التاريخ جيدا ولم يضع في اعتباره أن ما جرى في 1916 قابل للتكرار بشكل أخطر الآن، ولم يدرك أن الخطر القادم سينال من الجميع ولن يترك الذين رسموا لأنفسهم خطط نجاة مرتبطة بالمؤامرة التي حيكت من قبل أعداء الأمة القريبين والبعيدين.
لا سبيل للنجاة سوى الوحدة، ومهما تلقى البعض من وعود فلن ينالوا منها إلا ما ناله الأكراد من الدول الكبرى على مر التاريخ، ولن ينالوا إلا ما يناله الأيتام على موائد اللئام.
فليتحدث وزراء الخارجية الخليجيون كما يشاءون، فعما قريب قد يضطرون إلى تسمية الأشياء بأسمائها.