زيارة ولي العهد البحريني سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى مأتم السنابس لتقديم واجب عزاء،هي زيارة لها رمزيتها التي لا يجب أبدا أن يخطئها كل ذي عقل سليم،مهما كانت الظروف والخلفيات.
انتقال شخصية رسمية بمكانة ولي العهد إلى عائلة بحرينية في مناسبة كهذه هو إعلان واضح وصريح بأن البحرين أسرة واحدة ولا فرق لدى قيادة البلاد بين سني وشيعي ومسيحي ويهودي،وأن الحزن في البحرين حزن واحد والفرح فيها فرح واحد،وهي دليل على أن الفقيد له مكانة وتقديرا لدى ذلك المسئول الكبير الذي جاء عرفانا وتقديرا لذكراه.
ولكن ما علمناه من رد فعل غير طيب وما صدر من تصرفات تجاه رجل بهذه المكانة يعكس عدم تقدير وفهم رمزية هذه الزيارة.
مهما كانت خلافاتنا السياسية ومهما كانت الطائفية المقيتة متغلغلة في نفوس وعقول الكثيرين،فهذا لا يبرر أبدا أن تخرج هذه المجموعة ،التي لا تنتمي إلى نسيج وأخلاق العرب،لتقوم بما قامت به من تصرفات غير اخلاقية.
ولي العهد بكل تواضع ذهب من أجل العزاء،والحالة التي نحن بصددها هي حالة حزن لفقدان عزيز وليس حالة غضب وتصفية حساب.
إننا نشعر بالصدمة لهذا السلوك الغريب الذي لم نر مثله من قبل كشعب يعرف معنى الكرم ويعرف كيف يحترم الضيف ويحترم الكبير.
ولكن يبدو أن البعض يصر على تمزيق أي روابط تجمع بين أبناء هذا البلد الصغير،ويريدون ضرب أي محاولة لإعادة الوئام الذي كان سمة وكان عقيدة لدى الشعب البحريني على مدار التاريخ،يريدون أن تظل الضغينة وتزداد،لأن مخطط تدمير البحرين لابد أن يبدأ من بوابة الطائفية.
ما حدث دون مبالغة هو إهانة للتقاليد العربية الأصيلة وإساءة لشمائل وأخلاق الشعب البحريني المعروفة منذ زمن طويل،ولن تزول آثار هذا الفعل من نفوسنا إلا إذا خرج علينا من أصحاب الشأن من يقول أن الذين قاموا بهذا الفعل هم أقلية مندسة لا تمثل أهل المتوفى الذين ذهب سمو الأمير ليشد على أيديهم،ولا تمثل مأتم السنابس.
لابد أن يعلنوا بشكل واضح أن هؤلاء نبت غريب ينفذ تعليمات أعداء البحرين الساعين لضربها وإشعال النار في أرجائها.
نريد من كتاب البحرين على اختلاف مآربهم وقناعاتهم أن يقولوا كلمتهم في هذه الحادثة التي قد تبدو بسيطة،ولكنها ذات دلالة سيئة،لابد أن يفرقوا بين المواقف السياسية المختلفة وبين الثوابت الأخلاقية والأخلاق العربية الأصيلة للشعب البحريني.
ليس من البطولة وليس من الاسلام أن نسيء إلى الضيف،وليس من أخلاق المسلمين الاساءة إلى الكبار،لأن رسولنا الكريم كان يدعونا أن ننزل الناس منازلهم.