بثينه خليفه قاسم
22 نوفمبر 2020
هل ستكون هناك مساحة للإنسانية ؟
تلقينا خبرا طيبا هذا الأسبوع بعد مرور وقت طويل ظل العالم خلاله يتلقى أخبارا غير طيبة في كافة المجالات بسبب وباء كورونا اللعين الذي جعل كل الأخبار سلبية ودمر اقتصادات وخرب تجارات وأفقد الملايين مصادر رزقهم وأربك الكبير قبل الصغير.
الخبر الطيب الذي نقصده، قد جاء بمسودة البيان الختامي لمجموعة العشرين الكبار التي عقدت قمتها الأخيرة افتراضيا بالمملكة العربية السعودية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز
حيث علمنا عند كتابة هذه الكلمات أن البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين سوف يتضمن تعهد من قبل زعماء دول أكبر 20 اقتصادا في العالم بتمويل توزيع عادل للقاحات الوقاية من كوفيد-19 فضلا عن الأدوية والفحوص في أنحاء العالم حتى لا تحرم منها الدول الفقيرة. كما ستعهدون بمد تخفيف أعباء الديون عن هذه الدول.
وحيث قال الزعماء أنهم لن يدخروا جهدا حتى يضمنوا وصول اللقاحات لجميع الناس بشكل عادل وبسعر يمكن تحمله، وحيث دعا الاتحاد الأوروبي دول المجموعة لتقديم 4.5 مليار دولار بنهاية العام لتمويل أدوات محاربة كوفيد-19 للدول الأشد فقرا.
ومن الأشياء الجيدة التي تمخض عنها اجتماع قمة العشرين أن المجموعة أيضا ستسعى إلى إيجاد سبيل لفرض ضرائب على شركات التكنولوجيا العملاقة وفي مقدمتها جوجل وأمازون وفيسبوك وأبل ومايكروسوفت، فهذه الشركات من بين العالم كله ربحت أموالا طائلة في ظل جائحة كورونا التي جعل الكل خاسرا ما عدا هذه الشركات فقد استفادت شركات الانترنت العملاقة كثيرا من التحول إلى العمل عن بعد الذي فرضه
الوباء على الاقتصاد العالمي.
فلعل كبار هذا العالم يقومون بترك مساحة للإنسانية والرحمة في السياسة الدولية التي لا هي في الأصل تقوم على المصالح ولا علاقة لها بقيم العدل والمساواة والرحمة.
فهذا الفيروس الذي لا تراه العين قد حير كل الأقوياء وأربك جميع الحسابات ولم يستطيع المال والسلاح الوقوف في وجهه حتى أراد الله وتم انتاج اللقاح الذي سينقذ العالم من هذا الكابوس. فلماذا لا يفكر القادة والزعماء بشكل إنساني تجاه هذه المحنة التي أصابت الجميع وينظرون إلى الجياع والمحرومين في هذا العالم، أليس هذا الفيروس مخلوق من مخلوقات الله أو جند من جنود الله.