حزب الله اللبناني هدد رئيس الحكومة اللبنانية بوقف عمل الحكومة اللبنانية وجر المسألة الحوثية إلى الداخل اللبناني اعتراضا على تأييد رئيس الحكومة اللبنانية للقرار العربي الخاص بعاصفة الحزم التي تم توجيهها ضد الانقلابيين الحوثيين في اليمن.
حزب الله إذا يتصرف كدولة داخل دولة في لبنان وينتقص من قدر الدولة اللبنانية ووحدة قرارها أمام العالم،وهذه هي المشلكة في لبنان وفي أية دولة تسمح لحزب أو جماعة أن يكون لها سلاحها الخاص وقرارها الخاص.
والحقيقة أن حزب الله لا يكتفي بأن يكون له رأي فيما يجري في الداخل اللبناني وفيما يتعلق بقرارات الحكومة اللبنانية المختلفة ولكنه يضع نفسه فوق الحكومة اللبنانية ذاتها، فهو يهاجم البحرين ولا يحترم موقف الحكومة اللبنانية الرافض لترهاته المتكررة تجاه البحرين وتدخله في شؤونها الداخلية وتأييده لطائفة معينة فيها، وهو يرسل مقاتليه لقتل الشعب السوري تأييدا لدكتاتورية الأسد دون استئذان أو إرادة من الحكومة اللبنانية!
فهل يجوز لحزب الله الذي يرسل مقاتلين إلى خارج حدود بلاده لقتل عرب مسلمين أن يعترض على موقف شفوي لحكومته تجاه قضية لا تخص الحزب من قريب أو بعيد؟
إنها إهانة كبرى للحكومة اللبنانية مهما كانت الظروف أو الأوضاع الطائفية وتوازنات القوة في الداخل اللبناني.
ما قاله رئيس الحكومة اللبنانية خلال القمة العربية بشرم الشيخ هو مجرد كلمة تأييد بروتوكولية لن تزيد من حدة الضربات الموجهة للحوثيين، ولو كان رئيس الحكومة اللبنانية قد سكت عن هذه القضية فلن تتوقف عاصفة الحزم، ومع ذلك نجد هذا الموقف من زعيم الحزب الذي تلطخت يداه ولحيته بدماء أطفال ونساء سوريا، لا شيء إلا انتصارا للطائفية والطغيان والهيمنة الإيرانية على المنطقة.
فهل تشاور حسن نصر الله مع الحكومة اللبنانية عندما أرسل قواته إلى سوريا؟ وهل تشاور معها عندما أطلق خطبه الحنجورية ضد البحرين والعرب.
هذه هي الأسباب إذا التي تجعلنا نرفض وجود مليشيات على أراض عربية أخرى خصوصا اليمن، لأن هذه المليشيات الشيعية تتحول بالتدريج إلى صور مصغرة من إيران وترتبط في كل تحركاتها بإرادة إيران ومساعيها لهز استقرار الدول العربية.
لهذه الأسباب لا نريد أن نكون مثل لبنان، مع احترامنا لكل اللبنانيين الذين لا يتدخلون في شؤوننا الداخلية، لا نريد أن يكون هناك حزب الله آخر في اليمن أو في أية دولة خليجية، لا نريد أية فيروسات جديدة تنهش في الجسد العربي.
لهذه الأسباب لابد أن يتم تجريد الحوثيين من السلاح وإجبارهم على العودة إلى الشرعية واحترام غيرهم من مكونات الشعب اليمني.