بثينه خليفه قاسم
17 ديسمبر 2020
هل قطر تريد الصلح؟
في الوقت الذي تروج فيه قطر أنها تريد الصلح مع الدول المقاطعة لها وتصور نفسها أمام العالم على أنها ضحية لحصار فرضته عليها دول الرباعي العربي، تقوم بتصرفات لا يمكن وصفها سوى بالمراهقة السياسية والتحرش الصبياني الذي لا يؤدي إلى أي منفعة لقطر ولا يساعد على تنقية الأجواء ولا يمهد للصلح بأي شكل من الأشكال.
ما الذي يعود على قطر من التحرش بالصيادين البحرينيين وهم يبحثون عن رزقهم في مياه البحرين؟ أليس هذا استفزازا وسعيا لإفساد كل الجهود التي بذلت من أجل إعادتها إلى الحظيرة الخليجية؟
إذا كانت القيادة القطرية غير راغبة في إتمام خطة المصالحة التي سعت فيها دول شقيقة وفي مقدمتها دولة الكويت، فهذا شأنها، خاصة وأنها هي التي ملأت الدنيا ضجيجا حول ما تسميه بالحصار.
الشيء الوحيد الذي منع تفاقم الأمور مع قطر هو في تقديري حكمة القيادة البحرينية في التعامل مع هذه الحوادث، ولولا هذه الحكمة لسارت الأمور في مسارات لا تحقق مصلحة أحد.
وعلى أية حال فإن ما تقوم به قطر هو محاولة للتملص من مسألة المصالحة، وقد يكون ذلك نتيجة أسباب لن يتم الاعلان عنها، وقد تكون هذه الأسباب متعلقة بإرادات ومصالح دول أخرى في المنطقة، على الرغم من رعاية إدارة الرئيس ترامب التي تستعد للمغادرة لهذه المصالحة المحفوفة بالمخاطر.
إدارة ترامب التي تلملم أوراقها رعت المصالحة وضغطت من اجل إتمامها، ولكن ماذا عن تركيا وعن إيران وعن كل المتناقضات التي تجمع بينها قطر في علاقاتها الخارجية؟
هل تستطيع قطر أن تقنع الدولتين بأن عودتها إلى الحظيرة الخليجية لن تؤثر على التحالف الجاري حاليا مع كل منهما؟ أم أن الصلح سيكون شكليا ومناسبة لالتقاط الصور وتبادل القبلات والابتسامات؟ هل ستغير قطر فجأة سياساتها تجاه ليبيا وتونس ومصر وتسير في الاتجاه الذي تسير فيه السعودية والامارات والبحرين؟
المعضلة الحالية بين الدول العربية وبين قطر لم تكن نتيجة لهوشة في أحد الفرجان، ولكنها نتيجة سياسات وممارسات وتحالفات قطرية وتوغل بعيد المدى في مسارات تضر بمصالح الأمة كلها وهو أمر جعل من الصعب جدا على قطر حاليا أن تخرج مما هي فيها من ارتباطات وتحالفات.
عفوا فأنا أحب تسمية الأشياء بأسمائها ولا أحب الافراط في التفاؤل دون مبرر، وأنا بكل بساطتي وعفويتي أقول عودة قطر إلى الاجماع العربي ستكون أصعب من خروج البيض من العجة!