عندما قال الله تعالى في القرآن الكريم “الرجال قوامون على النساء”، أكمل الآية الكريمة بقوله “بما فضل الله به بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم”.
ومعنى ذلك أن القوامة – حسب فهمي – ليست مكافأة مجانية يمنحها الله للرجل في كل الأحوال، لأن الله اسمه العدل، وما جاء في القرآن الكريم الهدف منه إصلاح الكون وليس إفساده.
ولكن في العصر الذي نحن فيه تغيرت أشياء كثيرة جعلت قوامة الرجل محل نقاش كبير، بل محل تهكم من قبل بعض النساء اللاتي لا ينلن من الرجل سوى التسلط وممارستها طبقا للفهم الخاص للرجل المتسلط دون أية مؤهلات!
في عصرنا هذا المرأة تعمل كما يعمل الرجل وتنفق على نفسها وعلى بيتها مثل الرجل، بل قد تزيد عليه في كثير من الأحوال، ومع ذلك تجد الرجل متسلطا يمارس ألوان القهر الإنساني ضد المرأة استنادا إلى أن الرجال قوامون على النساء.
حتى الخليج العربي الذي ننتمي إليه أصابه ما أصاب العالم كله من تغير في هذه الزاوية، ولا يشذ عن هذه القاعدة في بلادنا سوى الأثرياء القادرون الذين يمكنهم الإنفاق على بيوتهم وأولادهم دون حاجة لعمل المرأة وما تكسبه من هذا العمل، أما ما عدا هؤلاء أصبح الرجل والمرأة يكمل أحدهما الآخر في مسألة الإنفاق، بل وصل الأمر إلى ما هو أسوأ، فهناك رجال ينجبون أولادهم ثم يتركونهم للأم ترعاهم ولا يقدمون أي شيء لهم.
أنا أعرف رجالا لا ينفقون على أبنائهم وزوجاتهم دينارا واحدا، ويتركون أعباء كل ذلك على الزوجة، ومع ذلك يريدون أن يظلوا أسيادا في بيوتهم وتجدهم يمارسون الغيرة الزوجية بكل تطرف وقسوة.
أنا لا أريد من هذا الكلام أن يتم إلغاء القوامة لا سمح الله، ولكنني أريد أن أقول للذين يشهرون سيف القوامة في وجه نسائهم أن يفهموا ويمارسوا متطلباتها وأن يعرفوا أن الله فضلهم في سمات ومواصفات لكي يقوموا بمهام من أجل صلاح هذا الكون.