هذه هي الولايات المتحدة الأميركية

هذه هي الولايات المتحدة الأميركية

هذه هي الولايات المتحدة الأميركية التي لن تتغير مواقفها وظلمها للعرب والمسلمين ولا جديد تحت الشمس،فقد رفضت دون أدنى حياء المصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين!
أميركا هي الدولة التي تفعل الشيء ونقيضه وتتخذ موقفا مختلفا من نفس الدولة أو نفس الفكر وفقا لم تقتضيه مصلحتها ومصلحة إسرائيل، فالإرهاب لا يكون إرهابا إلا إذا مهرته بخاتم الإرهاب، والإرهابي لا يكون إرهابيا إلا إذا قالت إنه إرهابي حتى وإن قتل شعبا بأكمله.
لا داعي إذا لكل هذا الانزعاج العربي من رفض الدولة الأكبر في العالم لهذه المصالحة التي أعيت العرب وقتا طويلا، فمتى كانت الولايات المتحدة تفعل العكس؟
الولايات المتحدة على مدى تاريخها ترفع قيما وشعارات وتحاول فرضها على غيرها، خصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ثم إذا تعارضت هذه الشعارات مع مصلحتها الآنية أو ما ترى أنه مصلحة مستقبلية لها أو لربيبتها إسرائيل، فتنقلب دون حياء أو اعتبار لأحد وتتنصل من مبادئها أو تقوم بإعطاء معان جديدة لهذه المبادئ والشعارات ولا يشغلها إذا كان ما تقوله مقنعا ومنطقيا أم لا، فالمنطق والحق والحقيقة ملك لها وحدها عندما تكون في مواجهة غيرها من الدول التي لا تملك من القوة والبأس ما يمكنها من رفض ما تصوغه وتفرضه.
فما هو المنطق في رفض الولايات المتحدة للصلح بين فتح وحماس، سوى أن الولايات المتحدة ومن يدورون في فلكها هم الذين صنعوا الانشقاق بين هاتين الحركتين الفلسطينيتين الكبيرتين، وغذته بكل السبل، حتى كبر واستعصى على الحل لسنوات طويلة، وسوف تبذل كل ما تستطيع لإعادته من جديد.
إذا كانت حماس منظمة إرهابية حسب المبرر الذي ساقته الإدارة الأميركية، فما الذي يجعلها “أي حماس” تتخلى عن هذا الإرهاب أو تقلل منه وتصبح أقرب للاعتدال والتفاوض، بقاؤها دون مصالحة مع حركة فتح،أم تقاربها معها وتبادل الأفكار معها؟
وبإمكاننا أن نسأل السؤال بشكل آخر، فإذا كان مبرر الإرهاب وانخراط حماس فيه هو السبب في رفض أميركا للمصالحة الفلسطينية، فلماذا تساند جماعة الإخوان المسلمين التي ولدت حماس، والتي تمارس الارهاب ليلا ونهارا، وتحاول فرضه على مصر والعرب وترفع شعارات حقوق الانسان من أجل الذين يحاكمون من قياداته وتتدخل بشكل سافر في أعمال القضاء من اجل حمايتهم؟
والإجابة على السؤالين يعرفها الصغار قبل الكبار، فهي ترفض حماس من أجل خراب فلسطين وتقبل بالاخوان من أجل خراب مصر أيضا، ولهذا نحن الشعوب العربية لا نثق فيما تقوله أميركا وما ترفعه من شعارات براقة لا تلتزم بأي منها في تعاملها معنا.