30 يونيو2018
هجرة غير شرعية أم عقاب الهي
الهجرة غير الشرعية أصبحت أكبر مصدر لهموم دول الغرب الغنية ،فاوروبا تصرخ وتحاول الوصول إلى أي حل بوقف موجات الهجرة التي تكلفهم ملايين الدولارات لتوفير الإقامة والرعاية الاجتماعية لهؤلاء المهاجرين وتوفير التعليم لأبنائهم ،هذا إلى جانب متابعتهم أمنيا خوفا من وجود إرهابيين بين صفوفهم.
وحتى الآن لم تسفر الجهود الأوروبية التي تبذل داخليا وخارجيا عن أي تقدم نحو حل هذه الأزمة.
ولم يفلح حظر السفر الذي فرضه ترامب على مواطني بعض الدول في تخفيف حدة الأزمة في الولايات المتحدة ،ولم يحقق جدار ترامب العالي على حدود كندا الغاية منه،فموجات الهجرة كما هي .
وقد اضطر الرئيس الأمريكي إلى إجراءات غير إنسانية أساءت إلى القيم الإنسانية من أجل معاقبة المهاجرين الذي قدموا بالفعل للولايات المتحدة وردع الذين لم يأتوا بعد مثل الفصل بين الأطفال وبين آبائهم وأمهاتهم ،وهو الإجراء الذي نددت به الدنيا كلها واستهجنه الشعب والإعلام الأمريكي .
يبدو أن الهجرة غير الشرعية هي عقاب الله للحضارة الغربية التي طالما سعى أهلها إلى الإبقاء على الفجوة الحضارية بينهم وبين شعوب الجنوب ،ووضعوا سياسات استعمارية واقتصادية من شأنها استنزاف الفقراء في جنوب المتوسط وأخذ خيراتهم والضغط عليهم بكافة السبل لكي دائما ضعفاء ومجرد مستهلكين لما تنتجه الحضارة الغربية.
فيما مضى قام الغرب بغزو دول جنوب المتوسط وأخذ خيراتها ومنع تقدمها ولم يغادرها قبل أن يزرع بذور الشقاق والطائفية والعرقية بين شعوبها ،واليوم جاء دور الفقراء المعدمين الذين لا يهابون الموت في البحر المتوسط لكي يمارسوا دورهم في غزو الشمال بلا أسلحة أو صواريخ ،ولكن لديهم ما هو أخطر ،وهو أنهم لا يخافون الموت نفسه ،لأن الموت ينتظرهم أيضا في بلادهم التي يضربها الفقر وتمزقها الحروب .