نوجه التهنئة ونجدد الثقة في أجهزتنا الأمنية

نوجه التهنئة ونجدد الثقة في أجهزتنا الأمنية

 
هذا الكم المخيف من الأسلحة والذخائر التي قامت بكشفه الأجهزة الأمنية البحرينية يبين مدى اليقظة التي تتصف بها هذه الأجهزة خلال هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد، ففي الوقت الذي تسهر فيه هذه الأجهزة من أجل أمن الوطن، هناك من يسهر لكي يفسد العرس الديمقراطي البحريني ويدخل البلاد في حالة من الفوضى من أجل إقناع العالم بأن هناك معارضة حقيقية في البحرين وليس مجرد حركة طائفية تنال الدعم بكل أنواعه من جهات خارجية لها مآرب معروفة في البحرين وفي المنطقة كلها.
فشكرا لرجال الأمن على هذا التفوق في توجيه الضربات الاستباقية للعناصر الكارهة للوطن التي لا تعرف دينا ولا تعرف إنسانية، وإن النجاح الحقيقي هو في هذه الضربات الاستباقية لأنها توفر الدماء وتوفر كل ما يمكن تخريبه من ممتلكات ومرافق خلال الأعمال الإجرامية التي يقوم بها هؤلاء القتلة، على العكس من الضربات اللاحقة التي تأتي بعد سقوط الأبرياء وتخريب المرافق والمنشآت، لأن الإرهابي لو تم إعدامه مئة مرة على ما ارتكبه لن يكفي ولن يشفي غليل الناس.
وبرغم فرحتنا بهذا الإنجاز الكبير، إلا أن هناك الكثير من الأسئلة والتساؤلات التي لابد أن نجد لها إجابة من خلال التحقيقات التي ستجرى حول هذه القضية، فمن أين أتت هذه الأسلحة ومن أين جلبت المواد التي يستخدمها هؤلاء الأشقياء في صناعة المتفجرات؟ وما هي الدولة التي تمد هؤلاء بهذه الأسلحة وكيف تدخلها إلى البلاد؟
وعلى أجهزتنا الأمنية في البحرين وفي غيرها من دول الخليج العربي أن تضع في اعتبارها أن هذا الوكر الإرهابي الذي سقط لن يكون الأول أو الأخير خلال المرحلة القادمة ولكن عليها أن تتوقع المزيد وتبذل الكثير من الجهد حتى تستطيع أن تكسب السباق الذي يجري بينها وبين الإرهاب الذي بات يكتنف الأمة من شرقها إلى غربها.
ولا نبالغ إذا قلنا إننا بالفعل في حالة حرب حقيقية مع الإرهاب ومن يقفون وراءه من دول ومنظمات ولابد أن نكون على مستوى اللحظة الحرجة التي تمر بها الأمة، ولابد أن نكون على يقين أن اللحظة الواحدة أو الخطأ أو السهو لبرهة من الزمن يمكن أن يترتب عليه تغير مصير البلاد والعباد.
صحيح أن هناك حالة من الغموض والدخان الكثيف يلف أحداث العالم التي تجري هذه الأيام، ولكن ليس من الصعب على البسطاء من أمثالنا أن يفهموا أن الأمة العربية تتعرض للغدر في هذه اللحظة التاريخية.
فعلى كل رجل أمن، وعلى كل مواطن بحريني أو خليجي أو عربي، أن يرفع شعار الوطن أولا وينسى أية تفاصيل أخرى، فلا معنى لأية تفاصيل حلوة كانت أم مرة عندما يضيع الوطن.