نريد درعًا إعلاميًا يحمينا

نريد درعًا إعلاميًا يحمينا

لقد عبر الإعلامي السعودي المعروف مشعل السديري عن أهمية الإعلام بقوله إن الإعلام قوة اجتماعية تتنافس في أهميتها مع أهمية القوة العسكرية، وهو تعبير يحمل في طياته الكثير من المعاني، فالإعلام بأشكاله المختلفة لعب الدور الأكبر في صنع أحداث أسقطت حكومات وغيرت التاريخ وهزت معادلة العلاقات الدولية بشكل عنيف.
الإعلام الخليجي، بالتالي لا يقل أهمية عن قوات درع الجزيرة ولا يقل أهمية عن الأسلحة التكتيكية الحديثة، خاصة في هذا الوقت الذي اتضحت فيها التهديدات الخطيرة التي تستهدف الأمن القومي الخليجي.
وما أعلنت عنه الحكومة البحرينية مؤخرا من خطط للنهوض بالإعلام البحريني وتحقيق استقلاليته لاشك هو البداية الصحيحة لبناء إعلام يكون بمثابة درع عسكري، يدافع ويهاجم، حسب الظروف ويكون له تأثير وصوت مسموع على مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم.
ولابد أن نقتنع أن ما أصابنا من أزمة كبيرة كان بسبب ترسخ الكثير من المفاهيم الخاطئة في الخارج وفي الداخل وعدم قدرتنا على التعامل معها وتصحيحها.
ولاشك أن الاستقلالية التي قررت الحكومة البحرينية إعطاءها للإعلام قد جاءت نتيجة لاقتناع المسؤولين البحرينيين بأن هذه الاستقلالية وما تحققه من حرية هي الأساس المتين لبناء قوة إعلامية تحمي البلاد وتغزو العقول في الداخل والخارج بتبنيها كل وجهات النظر ومخاطبتها لكل الفئات ورفعها لمستوى الوعي لدى المواطن البحريني، وقدرتها على محو الطائفية كلون من ألوان الجهل والتخلف التي ابتليت به البحرين، وغيرها من الدول العربية.
إننا نريد إعلاما يستحوذ على العقل البحريني، ويزيل الشك والوسواس الذي يقف حاجزا بين عدد كبير من المواطنين وبين سعي الدولة البحرينية لإعلاء شأن المواطنة وضرب الطائفية التي تنخر كالسوسة في عظام الوطن.
نريد إعلاما بحرينيا يقنع جميع المواطنين البحرينيين بالتحول عن القنوات التي تبهرهم بما تقدمه، شكلا ومضمونا، حتى وإن كان هذا المضمون مسموما وفاسدا.
نريد بداية جديدة ومفاجئة تزلزل بقوة ذلك الارتباط الطويل الموجود بين المواطن وبين قنوات لا تريد لنا الخير، بداية تقول للمواطن البحريني قف وفكر، فقد أتينا لك بالبديل الأفضل.
ولن يتحقق لنا هذا المطلب إلا إذا صنعنا مجتمعا إعلاميا يتسلح ثقافيا ولغويا، ويفهم الخطاب الإعلامي المراد صياغته خلال المرحلة الحرجة التي تمر بها كل دول الخليج حاليا.
نريد هيئة تستطيع التواجد بقوة داخل الإعلام الإلكتروني الذي أصبح ميدانا واسعا يضم الغالبية العظمى من أجيال المستقبل، لتساهم في نشر الوعي وخلق رابط قوي بين أبناء البحرين الذين يقضون جل وقتهم داخل هذا العالم العجيب، بعيدا عن أسرهم وأساتذتهم،بدلا من تركهم جميعا فريسة سهلة للمضامين التي تبهرهم وتسيطر عليهم وتوجههم دون وعي منهم إلى غايات مدمرة.
إننا ننتظر الكثير من المجلس الأعلى للإعلام الذي سيناط به نقل الإعلام البحريني إلى العالمية وتحويل الوعود إلى حقائق على الأرض، وننتظر من الحكومة البحرينية أن تبث الثقة والاطمئنان في نفوس أعضائه وتسلحهم بما يحتاجونه حتى يصنعوا لنا درعا إعلاميا يحمينا.