نريد جمعة واحدة لنبذ الخصام

نريد جمعة واحدة لنبذ الخصام

لو قمنا بعملية تحليل مضمون كمي وكيفي لما تحدث به الشيخ على المنبر خلال عام مضى لتبين لنا حجم الكراهية التي يكنها للوطن البحريني ولمؤسساته ورموزه.
كل ما يرد في خطبة الجمعة من أفكار ومفردات هي رسائل تشويه مخططة ومقصودة ولها أهداف محسوبة وهي جعل طائفة معينة تشعر وكأنها تعيش في ظل دولة احتلال وبالتالي قتل انتماء أبنائها للوطن الواحد وإقناعهم بضرورة العمل على إسقاط هذا الوضع.
فعندما يتجاهل الشيخ الحديث عن العنف وتبعاته  ويتحدث عن الظلم الواقع على هؤلاء الذين يمارسونه حسب تصوراته،فهو ،وإن لم يصرح بذلك،يبارك سلوكهم ويدعوهم للمزيد.
ما معنى أن يتحدث شيخ له أتباعه ومريديه بعبارات تشكك تصريحا أو تلميحا في قضاء الدولة الذي هو صمام الأمان والملاذ الأخير لكل مظلوم وكل صاحب حق؟
معنى ذلك ان هذا الشيخ يستغل مكانته لدى هؤلاء الأتباع لتحقيق أهداف خبيثة ويسعى إلى هدم المقدسات والثوابت في عقول هؤلاء الناس،سعيا لهدم فكرة الدولة والوطن بأكمله،ومعنى ذلك أنه يدعو للفوضى والخروج على القانون ،لأن القانون لم يعد حاميا لهم وضامنا لحقوقهم.
ماذا يقصد الشيخ الذي تحدث من فوق منبر رسول الله بضرورة استقلال القضاء؟هل القضاء البحريني غير مستقل؟وهل هناك من الأحكام ما يثبت صحة ما تحدث به الشيخ.
هل ما يستند إليه الشيخ من دعاوى مؤسسات معينة حول حقوق الإنسان هو سند ديني كالأسانيد التي يرددها الخطباء على المنبر؟
لو كانت إحدى هذه المنظمات قد اتهمت الشيخ بالدعوة للإرهاب بسبب عبارته التاريخية”اسحقوهم ….”،هل كان سيعترف بحجة هذه المنظمة،أم كان سيتهمها بالعداء للإسلام والإنسانية؟
لا يوجد في أي زمان او مكان شيخ يحول نفسه فوق المنبر إلى قاض وجلاد وزعيم سياسي،إلا في مملكة البحرين،فالشيخ له الحق أن يخلط الوعظ بالتحريض وتبرير الخروج على القانون وإهدار دم رجال الشرطة دون رادع.
 لم يتبق في شهر رمضان الكريم سوى جمعة واحدة نرجو أن تكون جمعة للدعاء إلى الخير والمحبة والدعوة لاستقبال عيد الفطر المبارك بالود والتراحم والبعد عن الكراهية والخصام والتركيز على الأخوة الإسلامية ونبذ الخلاف بدلا من إشعال الحرائق في كل ركن من أركان الوطن.