نرفض الإساء للرسول ونرفض الإرهاب

نرفض الإساء للرسول ونرفض الإرهاب

بثينه خليفه قاسم 

30 أكتوبر 2020

نرفض الإساءة للرسول.. ونرفض الإرهاب

من الطبيعي جدا أن يغضب ملايين المسلمين في كل أنحاء الكون عندما يساء للرسول صلى الله عليه وسلم بأي شكل من أشكال الإساءة، وهذه الحملة الكونية التي انطلقت بجميع اللغات لتعبر عن تمجيدها وحبها لرسول الانسانية محمد صلى الله عليه وسلم هي أمر إيجابي بلا أدنى شك، فكل صاحب عقيدة في هذا الكون يثور أو يحزن عندما يسيء أحد إلى عقيدته، مهما كانت مبررات تلك الاساءة لدى من يمارس هذه الاساءة.

ومن باب استخدام حرية التعبير التي يستميت الرئيس الفرنسي في الدفاع عنها نقول له أنك قد أخطأت يا سيادة الرئيس وأسأت إلى مشاعر أكثر من مليار ونصف مسلم في أنحاء الكون، وأحدثت هزة لأمن وأمان بلادك وأسأت لصورة فرنسا في الخارج وأعطيت فرصة ومبررا للمتطرفين والارهابيين أن يلحقوا الضرر بأمن الفرنسيين ويسيئون للإسلام الذي هو بريء من الارهاب والقتل.

ونقول له يا سيادة الرئيس أن اليهود يغضبون إذا ما شكك أحد في الهولوكوست ،تصريحا أو تلميحا ،والمسلمون يغضبون إذا أساء أحد لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، والغرب الذي تنتمون إليه يحاكم من يتحدث بسوء عن الهولوكوست ولكنه يكفل لمن يسيئون لرسول الإسلام الحماية بموجب حرية التعبير!

من باب حرية التعبير يا سيادة الرئيس نقول لسيادتكم أنكم لستم وحدكم في هذا العالم ومفهوم حرية التعبير الذي تتحدثون عنه يجب أن يراعي مشاعر المسلمين كما يراعي مشاعر اليهود والمسيحيين والبوذيين وغيرهم من أصحاب العقائد.

نحن المسلمين يا سيادة الرئيس لا يمكن أن نسيء لأي نبي أو أي رمز مسيحي أو يهودي أو غيرهما، فلا يمكننا أن نسيء لقداسة البابا أو نسيء لأي حاخام ،لأن ديننا يمنعنا من ذلك، ونحسب أنكم أيضا لا تسمحون بالإساءة لأي من هؤلاء تحت شعار حرية التعبير، فلماذا تسمحون بالإساءة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم؟

نحن نرفض يا سيادة الرئيس أن يقتل ذلك المدرس الفرنسي الذي كان يعلم تلاميذه كيف يسيئون للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ونتبرأ من الإرهابي الذي جعل من نفسه قاضيا وجلادا وقتل المدرس، ولكننا في الوقت ذاته نرفض ما كان يفعله ذلك المدرس ونرفض مفهوم حرية التعبير الذي يسمح بالإساءة للمقدسات، سواء كانت مقدسات إسلامية أو مسيحية أو يهودية.

هذه هي نقطة الاختلاف يا سيادة الرئيس والاختلاف أمر يجب أن يحترم حتى لا تزداد الكراهية في هذا العالم الذي نشترك فيه جميعا على اختلاف عقائدنا، وحتى لا نوفر بيئة مناسبة لأصحاب الفكر المتطرف والارهابيين لكي يمارسوا القتل والدمار.