الأحد 19 مايو 2024
شاءت الأقدار أن يجتمع القادة العرب على أرض مملكة البحرين في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به الأمة وقضيتها الأولى وهي القضية الفلسطينية. وكالعادة نجحت البحرين فيما ينبغي القيام به تجاه هذا المحفل العربي الكبير من حيث التنظيم وحسن استقبال قادة الدول العربية الشقيقة، هذه القمة حتما سيذكرها التاريخ لارتباطها بما يجري من أحداث على أرض فلسطين، والحمد لله ظهر التوافق العربي تجاه القضية الفلسطينية بشكل يرضينا كشعوب عربية غاضبة من الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، وقد عبرت كلمات قادة الدول الشقيقة بوضوح عن ذلك التوافق، وقد أعلن سمو الأمير محمد بن سلمان بوضوح أنه لا تطبيع مع إسرائيل إلا بقيام الدولة الفلسطينية.
وإلى جانب كلمات القادة العرب جاء بيان القمة قويا ومرضيا ومعبرا عن هذا التوافق المأمول فيما يتعلق بتحرك عربي قوي لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق.. ومن أهم النقاط التي تضمنها بيان القمة المطالبة بتشكيل قوات حفظ سلام دولية في الأراضي المحتلة لحين تنفيذ حل الدولتين والاتفاق على ضرورة عمل مشروع وطني جامع بين الأشقاء الفلسطينيين وصياغة أسلوب لإدارة الضفة والقطاع، إلى جانب رفض تصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسري للشعب الفلسطيني. ولا شك أن هذه القمة وما تمخضت عنه تزامن مع ظروف دولية مواتية إلى حد ما تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته، ومع انعقاد محكمة العدل الدولية لتناول جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبت ولا تزال ترتكب في غزة بشكل لا مثيل له منذ بدء الخليقة. وكل هذه الأمور تضع مسؤولية كبيرة على الدبلوماسية العربية لتقوم بدور أكبر على مستوى العالم من أجل خلق مزيد من التوافق والتحرك الدولي لتنفيذ حل الدولتين ووقف نزيف الدم الفلسطيني. ولا يبقى لي في تعليقي على نجاح هذا المحفل العربي الكبير سوى أن أشيد بجهود كل الجهات والأفراد البحرينيين الذين شرفوا البحرين كالعادة في إدارة المؤتمرات الدولية الكبيرة، وأخص بالذكر وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وزارة الإعلام، مركز الاتصال الوطني، والإعلاميين وكتاب الرأي البحرينيين والعرب.