نجاد في القاهرة

نجاد في القاهرة

 لم يكن الحذاء الذي ألقاه الشاب السوري عز الدين خليل على الرئيس الايراني احمدي نجاد هو الحذاء الوحيد الذي ألقي عليه في القاهرة أثناء زيارته لمسجد الحسين ،فهناك أحذية مصرية أيضا ألقيت عليه من قبل شباب مصريين رفضوا زيارته لمصر ورفضوا إقامة علاقات دبلوماسية مع إيران،وهناك شاب آخر اخترق فعالية أخرى كان يحضرها نجاد وأسمعه فاصلا من السباب بسبب موقف بلاده مما يجري في سوريا..
 الشاب السوري قام بما قام به تعبيرا عن انفعال أصابه عندما وجد أمامه رئيس الدولة التي تساعد نظام بشار الأسد في قتل أهله وذويه والتنكيل بهم ،ولكن هذا لم يكن السبب الوحيد لدى الشباب المصريين الذي رفضوا هذه الزيارة،فإلى جانب استنكارهم لما تقوم به إيران في سوريا وتنكيلها بعرب الأهواز وأهل السنة في إيران،هم يعتبرون الوجود الإيراني سببا رئيسا للفتنة في مصر ويحملون الرئيس الإيراني و المرشد الأعلى مسئولية سب الصحابة والإساءة إليهم وعدم تحريم هذه الممارسات السيئة.
 وعلى الرغم من ردود الأفعال التي رأيناها من شباب المتظاهرين ومن رفض التيارات السلفية لإقامة علاقات بين مصر وإيران،وعلى الرغم من أن الإمام الأكبر شيخ الأزهر قد تحدث إلى نجاد بوضوح حول القضايا والمطالب التي يريدها فيما يتعلق بسياسات إيران تجاه الدول العربية والإسلامية،خاصة تدخلها في الشئون الداخلية للبحرين،والقضايا الأخرى المتعلقة بسب الصحابة والإساءة إلى السيدة عائشة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم،إلا أن هناك إصرار إيراني على ما يبدو لعمل علاقات كاملة مع مصر،فتصريحات نجاد تبين ذلك،فهو بعد محاولات الاعتداء التي تعرض لها،يقول أن الأعداء فقط هم الذين لا يريدون علاقات بين مصر وإيران.
 وكأن الرئيس الإيراني لم يعرف أن مجرد زيارته للقاهرة قد أشعلت النقاشات عبر الفضائيات المصرية وولدت السباب المتبادل بين من يؤيدون مجيئه ويقولون أن إيران دولة إسلامية وأنها ليست أسوأ من إسرائيل التي تقيم مصر علاقات معها،وبين الذين يقولون أن إيران أشد خطرا من إسرائيل.
 إذا كانت زيارة لحضور مؤتمر قد صنعت كل هذا الجدل الإعلامي وجعلت بعض السلفيين يواجهون رئيس الجمهورية بوعوده الانتخابية التي قطعها حول عدم نيته إقامة علاقات مع إيران،فما الذي يمكن أن يحدث إذا أقيمت علاقات كاملة،تجارية وثقافية وسياحية،وما أدراك ما ثقافية وسياحية؟
 حيثما وجدت إيران في عالمنا العربي وجدت الفتنة ،فالفتنة موجودة في لبنان لأن إيران لها وجود واسع هناك،والفتنة موجودة في البحرين لأن إيران موجودة بين ظهرانينا،والفتنة بدأت تطل برأسها في مصر لأن إيران توشك أن تجد لنفسها موضع قدم هناك.