نادي البديع

نادي البديع

فكرة جيدة تلك التي تبناها القائمون على نادي البديع العريق، وهي تنظيم برنامج نفسي لناشئي الفريق يهدف إلى معالجة حالاتهم الاجتماعية والنفسية والأسرية بما يؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية في أداء الفريق الرياضي، ونحن نحييهم عليها على اعتبار أن الجانب النفسي والاجتماعي له أهميته الكبرى في رفع كفاءة اللاعب ودفعه للمزيد من العطاء.
والمعروف أن الجانب النفسي وكثرة المشكلات الاجتماعية وكثرة الاحباطات تؤثر سلبا على أداء الانسان، ليس فقط في الجانب الرياضي ولكن في شتى شؤون الحياة، في الوظيفة، وفي الدراسة وفي أية مهمة يقوم بها الانسان.
فالطالب الذي يدخل الامتحان وهو مشغول بظروفه الاجتماعية الصعبة لا يمكن أن يكون أداؤه كالطالب المستريح اجتماعيا الذي ينعم بالدفء الأسري والاطمئنان على المستقبل، وهو ما يقال عن الموظف وعلى اللاعب وعلى غيرهما.
ونادي البديع من خلال البرنامج الذي أعده بالتعاون مع الدكتورة عائشة عبد العزيز الشيخ يطمح بطبيعة الحال إلى رفع أداء لاعبي الفريق، خاصة الناشئين لتحقيق نتائج أفضل، وهو برنامج حسبما علمت يطبق نواح علمية على مستوى رفيع وحتما سيحقق تغييرا إيجابيا قابلا للقياس، ونحن نشجعهم بلا شك في هذه التجربة الجديدة وندعو إلى تطبيقها في كل أندية البحرين.
ولكننا نطرح في هذا السياق سؤالا مهما وهو: هل سيقصر نادي البديع هذه التجربة الرائدة على اللاعبين فقط؟ أم أنها يمكن أن تمتد إلى كل من يريد من أعضاء ورواد وجماهير النادي؟
في اعتقادي ان للأندية الرياضية دورا اجتماعيا  وثقافيا يشمل كل من يرتبطون بالنادي أو يترددون عليه، وبالتالي لابد من توسيع التجربة بقدر ما لتشمل غير اللاعبين أو غير الناشئين، فجماهير الأندية الرياضية، على كثرتهم يحتاجون إلى الكثير من التأهيل النفسي والثقافي الذي يعود عليهم وعلى المجتمع بأسره بالنفع.
للأندية دور في تفريغ الطاقات السلبية وتقوية العادات والطاقات الايجابية للشباب وتقويم سلوكهم والذي هو الهدف الأصلي للرياضة، فالرياضة وسيلة لإصلاح الأجسام والنفوس وإصلاح المجتمع وليست مجرد وسيلة للتسلية وتمضية الوقت.
ولكن ما نراه في ملاعب العالم خلال السنوات الماضية يبتعد كثيرا عن الهدف الأصلي للرياضة،حيث العنف المتزايد الذي وصل إلى حد القتل في كثير من الأحيان والتنازع الشديد بين المشجعين الى حد استخدام الألفاظ البذيئة التي جعلت الملاعب مكانا غير مناسب لذهاب الأسر.
كل هذا يدفعنا أولا إلى المطالبة بتوسيع الدور الاجتماعي للأندية الرياضية وتقويم السلوكيات  الخاطئة ولو على مستوى الجماهير التي تذهب إلى الملاعب وليس المجتمع بأكمله، حيث ان الأندية الرياضية لها مكانتها في نفوس الشباب وهي المكانة التي تجذب الشباب لكل ما تقوم به من أنشطة و تسهل مهمة هذه الأندية في القيام بدورها الاجتماعي والنفسي الذي ينعكس إيجابا على صحة المجتمع ككل.
ولا أعتقد أن المهمة عسيرة، مهما كان العدد الراغب في المشاركة في الأنشطة التي يمكن أن تقوم بها هذه الأندية بالتعاون مع أساتذة الجامعة والمتخصصين في علوم النفس والاجتماع.