نائب غير أنفه… ونائب مرغ أنفه في التراب

نائب غير أنفه… ونائب مرغ أنفه في التراب

فضيحة أخرى جديدة ملأت صفحات الصحف المصرية والعربية خلال الأيام الماضية، نائب سلفي جديد تم ضبطه وهو في وضع لا يليق لا يليق بأي نائب ولا بأي سلفي.
رجل يصطحب فتاة في سيارته ليلا ويقف على جانب الطريق السريع خارج القاهرة، فتاة لا تمت له بصلة قرابة، فما هو سبب وجودها معه في هذا الزمان وهذا المكان؟
تم ضبط النائب الشيخ وهو متلبس بفعل فاضح على الطريق العام وذاع الخبر ليملأ أركان الأرض عندما تبين لرجال الشرطة أنه ليس رجلا عاديا ولكنه نائب برلماني سلفي متشدد انبح صوته وهو يدعو لإعطاء مادة التربية الدينية مزيدا من الاهتمام في مناهج التعليم المصرية.
أصر رجال الشرطة على إتمام الاجراءات القانونية ضد الرجل الذي قاوم ذلك بالادعاء أن الفتاة ابنة أخته وأنها كانت في حالة إعياء وأنه كان يتولى إفاقتها من الغيبوبة أثناء قدومهم وليس شيئا آخر.
وفي مقر الشرطة اضطر الضابط المسؤول إخلاء سبيل النائب المحترم احتراما للحصانة التي يحملها انتظارا لرفعها من عليه من قبل مجلس الشعب لكي يتم التحقيق معه، وتم التحفظ على الفتاة لإتمام التحقيقات معها. وحاولت أن تنكر الواقعة وتنكر معرفتها بالرجل، ولكنها عادت واعترفت ولكنها فسرت وجودها معه بأنه كان في مهمة إنسانية، حيث كانت تطلب من السيد النائب مساعدة لصديقة لها.
القاهرة تكاد تحترق بسبب ارتفاع درجة حرارة المشهد السياسي فيها، فأتباع المرشح الرئاسي محمد مرسي في مواجهة أتباع المرشح الرئاسي أحمد شفيق، والبرلمان الاخواني في مواجهة ساخنة مع القضاة، والدولة الدينية في مواجهة الدولة المدنية، والمواطن المصري في مواجهة نقص الوقود واشتعال الأسعار، والكل ينتظر قرارات مصيرية للمحكمة الدستورية حول مصير مجلس الشعب ومصير المرشح الرئاسي أحمد شفيق.
ولكن هذه الصورة الضبابية الملتهبة المتوترة لم تمنع احد النواب السلفيين من الخروج مع إحدى الفتيات في رحلة حب على الطريق السريع بالقرب من إحدى ضواحي القاهرة، او ربما أراد النائب المحترم أن يهرب بجلده من هذا الجحيم السياسي الذي يحطم الأعصاب ويصيب بالاكتئاب إلى عالم آخر يريح أعصابه.
الغريب في الأمر هو إصرار أتباع الشيخ وأعضاء التيار السلفي المتشدد على أن في الأمر مؤامرة وأنه تم تلفيق هذه الواقعة للنيل من الرجل ومن التيار الإسلامي السياسي كله.
ولا أدري لماذا السلفيون وحدهم الذين يحدث لهم ذلك، رغم أن الإخوان المسلمين حاليا هم المنخرطين في الصراع الانتخابي وليس السلفيين.
ولا أدري لماذا اللجوء إلى نظرية المؤامرة واستباق التحقيقات؟ ألا يجوز الخطأ على الإسلاميين كما يجوز على بقية البشر؟ أم أنهم معصومون من الخطأ؟
الحقيقة التي يجب ان يعيها أعضاء الاسلام السياسي في مصر هي أنه لابد من التدقيق في اختيار من يمثلونهم في البرلمان وفي غير البرلمان في الوقت الحالي لأن العالم كله ينظر إليهم، وسوف يظل ينظر إليهم لبعض الوقت.