مواعظ الخارجية الأمريكية والخارجية البريطانية

مواعظ الخارجية الأمريكية والخارجية البريطانية

نتمنى أن يأتي اليوم الذي تنتهي فيه الدروس التي تعطيها لنا الخارجية الأمريكبية والبريطانية وغيرهما من الدول التي تمارس الوصاية على غيرها دون وجه حق ودون أي سبب.
فخلال يوم واحد نشر خبران منسوبان للخارجية الأمريكية وآخر لشقيقتها البريطانية يتحدثان عن الأوضاع في البحرين وضرورة عمل إصلاحات وتهيئة جو للحوار، ويتحدثان عن مظالم ومحاكمات لمعارضين بحرينيين!
الدعوة إلى الحوار في حد ذاتها شيئا طيبا ومفيدا، وقد تمت الدعوة للحوار من أعلى سلطة داخل مملكة البحرين، وتم الدخول في الحوار أكثر من مرة، وتم إفشاله عمدا من قبل من يسمون أنفسهم بالمعارضة.
ولكن التشكيك في القضاء وانتقاد المحاكمات ليس من حق الولايات المتحدة أو بريطانيا الخوض فيه؛ لأن القضاء البحريني وحده هو صاحب الحق في إدانة هذا الشخص أو ذاك، وفق القوانين البحرينية وحدها.
وعندما تتحدث أمريكا أو بريطانيا عن محاكمات جرت على أرض البحرين يجب أن تعرف القوانين البحرينية التي يستند إليها القضاة في أحكامهم. أما الحديث الرافض دوما لمحاكمة أي معارض، فهو حديث مغرض وهدفه معروف، وهو التحريض ودفع المعارضين إلى الخروج على قوانين الدولة وامتهان هذه القوانين وتشويه القضاء.
هل المعارضون في أمريكا وبريطانيا يعيشون فوق القانون، ولا تجوز محاكمتهم جنائيا، حتى وإن انتهكوا القوانين وقتلوا أو حرضوا على القتل؟
أمريكا تقوم بشيء واحد تجاه الدول العربية، فهي تستخدم الجميع وتستغفل الجميع وتحرض المعارضة على الحكومة، ليس حبا في المعارضة، ولكن لكي تمارس ضغوطا على الحكومة، وإذا ما وصلت المعارضة إلى الحكم في يوم من الأيام تبدأ في القيام باللعبة نفسها معها.
هي المصلحة إذن والحرص على جعل الدول العربية تعيش دوما في حالة ارتباك لا تخرج منها، ولا تستطيع أن تتقدم في أي مجال من المجالات.
لو كانت الولايات المتحدة أو بريطانيا تقوم بما تقوم به بدافع الإنسانية أو الحرص على نشر العدل والحريات في العالم، لتحدثت عن الفلسطينيين الذين تعتقلهم سلطات الاحتلال الصهيوني دون تهمة، بدلا من الحديث عن مظالم وهمية ولا وجود لها على أرض البحرين سوى في التقارير غير النزيهة التي ينقلها البعض حول ما يجري فيها.
ولو كانت المبادئ لا تتجزأ لدى الولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى لانصلح حال مجلس الأمن الدولي، وتوقفت عن استخدام الفيتو ضد مصالح دولنا، ولكن المبادئ تتجزأ وكل شيء في العالم يدار لصالح القوي.