بثينه خليفه قاسم
12 أكتوبر 2020
من غرائب الاختلاف الثقافي
الكثير من الخلافات بين الشعوب وبعضها والكثير من الصور الذهنية السلبية التي تحملها الشعوب لبعضها البعض وتتسبب في نفور أو تمييز أو عنصرية يكون سببها أحيانا اختلاف الثقافات والعادات والتقاليد بين الشعوب وبعضها البعض.
فهناك أمور طبيعية ومألوفة لدى شعوب معينة ولكنها لدى غيرها تكون شيئا مثيرا للدهشة أو للسخريه.
جاءتني هذه الخاطرة عندما قرأت في الصحف البريطانية عن رجل حكم عليه بالسجن أربع سنوات في جريمة اغتصاب. وهذا خبر طبيعي حتى هذه الجملة، ففي جميع الدول يعد الاغتصاب جريمة يعاقب عليها القانون ربما مع اختلاف درجات هذا العقاب من دولة إلى أخرى.
ولكن المفاجأة القادمة بالنسبة لنا كعرب أو مسلمين تكمن في تفاصيل تلك القضية وحيثياتها .
فكما ورد خلال التحقيق في هذه القضية التي رفعتها المرأة ضد هذا الرجل هو أن الطرفين قد تراضيا على إقامة علاقة جسدية بينهما ولم يكن هناك إكراه من قبل الرجل في إقامة تلك العلاقة، ولكن الرجل خالف شرطا معينا اشترطته تلك السيدة وهو أن يقوم بارتداء واق ذكري خلال العلاقة ولم يمانع الرجل في استخدام الواقي ولكنه قام خلسة دون أن تشعر المرأة بعمل ثقوب معينة في مقدمة هذا الواقي دون أن يخبرها ولكنها اكتشفت ذلك بالصدفة ذات مرة وهي تفتش في أشيائه واعتبرت ذلك خيانة لشرط اشترطته عليه وما يمكن أن يترتب عليه من أضرار لها .
وبناءا عليه اعتبرها القاضي جريمة اغتصاب مضيفا لنا تعريفا إضافيا للاغتصاب.
الصدمة الأساسية بالنسبة لنا نحن العرب والمسلمين هي أن القاضي لم ينظر للقضية من زاوية أن الاثنين قد أقاما علاقة غير مشروعة وهو أمر غير مقبول في ثقافتنا، بل غير مقبول أيضا أن نكتب عن هكذا أشياء بهذا التفصيل الصريح .
وزبدة القول هنا ليست أن نعتنق ثقافة غيرنا أو ننصر ثقافة على أخرى، ولكن الزبدة هنا أن نراعي الاختلافات الثقافية في الحكم على الأمور وفي فهم غيرنا من الشعوب.