بثينه خليفه قاسم
٢١ اكتوبر ٢٠٢٢
من حق السعودية أن تحافظ على مصالحها
لا أدري على أي أساس تقوم الولايات المتحدة باتهام المملكة العربية السعودية بالانحياز لروسيا خلال الصراع الدائر بينها وبين أوكرانيا؟
ما الذي فعلته السعودية سوى أنها رفضت زيادة إنتاج النفط كإجراء اقتصادي بحت يهدف إلى المحافظة على سعر النفط تحقيقا لمصالحها ومصالح شعبها؟
زيادة الإنتاج أو تخفيض الإنتاج عملية معروفة لدى الدول الأعضاء في المنظمة النفطية طبقا للحالة وبما يحقق مصالح هذه الدول، وليست هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.
ولكن الولايات المتحدة تتبع مبدأ من ليس معنا فهو ضدنا وهو مبدأ غير عادل، لأن من حق الدول أن تنحاز لنفسها ولمصالحها أولا وهو ما فعلته السعودية حرفيا عندما دافعت عن ثروتها النفطية.
السعودية برفضها زيادة إنتاج النفط لم تنحاز لروسيا كما يردد الإعلام الأمريكي وكما تزعم الإدارة الأمريكية ولكنها انحازت للشعب السعودي وهذا حقها.
والسعودية ليست مسئولة عن تفجير الحرب الروسية الأوكرانية وليست مسئولة عن إطالة هذه الحرب التي أضرت بالعالم كله وأضرت أكثر بالدول الفقيرة بسبب ارتفاع أسعار الغذاء وانهيار عملات تلك الدول في مقابل الدولار.
السعودية لا تمد أحدا بالسلاح ولا تساهم بأي دمار يحدث.
السعودية التي قدمت٠٠ ٤ مليون دولار مساعدات للشعب الأوكراني لمساعدة شعبها في التغلب على آثار الحرب والدمار والتي قدمت ١٠ ملايين دولار للاجئين الأوكران لا يمكن أن توصف بأنها منحازة لأحد أو ضد احد.
السعودية انحازت للإنسانية وساعدت في محو آثار حرب لم تساهم في اشعالها ولم تساهم في استمراها، فلماذا توصف بأنها منحازة لصالح روسيا أو غيرها.
السعودية لم تصوت لصالح روسيا فيما يتعلق بضم أجزاء من أوكرانيا ولم تمتنع عن التصويت ولكنها فعلت العكس، فلماذا هذه التهمة ولماذا هذه الانتقادات التي يوجهها لها الإعلام الأمريكي؟