من الذي قتل علي جواد؟

من الذي قتل علي جواد؟

لم يمض وقت طويل على الكلمة التاريخية التي وجهها جلالة الملك المفدى إلى الشعب البحريني بكامل فئاته وأطيافه التي تركت أثرا طيبا لدى الغالبية العظمى من أبناء شعبنا، حتى جاءنا مشهد جديد يبين مدى الحقد الذي يملأ نفوس البعض،وكأنهم أرادوا أن يقتلوا هذا الأثر الطيب لكلمة ملك البلاد ويستعيدوا حالة الغليان التي يحرصون على بقائها بكل السبل.
هذا المشهد الناتج عن مقتل الطفل البحريني علي جواد، الذي جرى تسييسه من اللحظة الأولى بشكل يبين أن سوء النوايا هو الأساس وأن هناك من يريد كل يوم جنازة يسكب خلالها دموع التماسيح.
مقتل طفل بحريني شيء يؤذي نفوسنا جميعا، ومن لا يتأثر لقتل طفل بريء هو إنسان بلا قلب، ولابد أن ينال الذي ارتكب هذا الجريمة، الذي تسبب فيها أشد العقاب، فالطفولة لها قدسيتها وبراءتها التي يجب أن تحترم، ولا يجوز أبدا أن يكون الأطفال ضحايا لأي صراعات، مهما كانت هذه الصراعات ومهما كانت أسبابها.
وفي جميع الدول المحترمة لا يحدث أبدًا أن يستخدم الأطفال في ممارسة العنف والتظاهر، لأن في هذا إهدار لبراءتهم وتشويه مبكر لتكوينهم الفكري والنفسي،ناهيك عن تعريض حياتهم للخطر.
نحن نطالب بكشف الحقيقة كاملة حول مقتل هذا الطفل أمام العالم كله، ونطالب بمعاقبة من تسبب في موته بشكل مباشر والذي تسبب في موته بشكل غير مباشر.
ونقصد بمن تسبب في موته بشكل مباشر، ذلك الشخص أو الأشخاص الذين أصابوه في الميدان أثناء المظاهرة التي نظمها خبثاء لا يريدون لهذا البلد أن يهدأ.
أما من تسبب في موته بشكل غير مباشر فهو الشخص أو الأشخاص الذي دفعوا به إلى التظاهر وحرضوه على القيام بأشياء لا تتناسب مع سنه وتكوينه البدني والنفسي والفكري.
وأعتقد أن مسؤولية الثاني أكثر وضوحا وأسهل إثباتا، عن مسؤولية الأول، لأن الثاني هو الذي حرض الطفل واستغل براءته، أما الأول فلا تثبت عليه التهمة إلا بتعمد قتل هذا الطفل البريء في الميدان، وليست أجهزة الأمن هي السبب الوحيد لقتل أي صغير أو كبير يشارك في مظاهرة أو في أعمال عنف، ولكن هناك أسباب أخرى يمكن أن تتسبب في ذلك.
ليس في هذا الكلام دفاع عن أحد أو تضييع لحق هذا الطفل البريء، ولكنني أردت من هذا المقدمة الطويلة أن أقول للذين سارعوا بالمتاجرة بدم هذا الطفل وتشويه صورة البحرين – بعد الكلمة الأبوية التي ألقاها جلالة الملك- أن مسارعتهم بتسويق هذا الحادثة وتسييسها لا تبرهن إلا على سوء نواياهم،خاصة وأن القتيل طفل بريء، ولا يوجد أي رجل أمن يستبيح الطفولة على هذا النحو.
لو كان القتيل أحد الناشطين أو أحد المحرضين على العنف ليل نهار، لكان هناك شيء من المنطق في توجيه اللوم لأجهزة الأمن في البلاد، ولكنه طفل لا يختلف عن كل أبنائنا سوى أنه تم التغرير به ممن لا يحترمون الطفولة ولا يقيمون وزنا للبراءة.
وعلى كل حال لابد أن ينال من تسبب في موت هذا الطفل البريء العقاب الرادع، ولابد أن يعرف الداخل والخارج ماذا حدث بالضبط، وعزاءنا لأهل الفقيد.