سقط شهيد جديد من رجال الأمن الساهرين لكي ننام، الذين يحملون أرواحهم على أكفهم من أجل حماية الوطن وأمنه واستقراره.
من المسؤول عن دم رجل الشرطة الذي قتل وهو يؤدي واجبه المقدس في دمستان؟ هل ينتهي الأمر بمجرد أن هذا الفريق أو هذه الجمعية قد أعلنت أنها ترفض العنف وأنها تلتزم بالعمل السلمي وتشدد عليه بقوة وتدعو للتمسك التام به، وأنها ترفض رفضاً قاطعاً أي عمل عنف وأي عمل يستهدف الأرواح والممتلكات، وتؤكد أن السلمية هي سمة الحراك الشعبي في البحرين منذ انطلاقته؟
ما أسهل التبرؤ بالكلام من العنف ومن استخدام العنف والقتل، ولكن هذا الشرطي لم تنزل عليه صاعقة من السماء لكي تقتله، فهناك من رتب ومن قبله هناك من مول ومن قبله هناك من خطط ومن قبله هناك من حرض!
التبرؤ من العنف لا يكون بعد وقوعه وبطريقة بروتوكولية من قبيل إبراء الذمة وإرسال رسائل للعالم الخارجي وللجهات والدول الداعمة في الخارج حتى يظل المجرم يحتفظ لنفسه لديهم بدور الضحية.
التبرؤ من العنف يبدأ قبل ذلك بكثير، فهو يبدأ من بعض المنابر، فالكلمة التي تصدر هناك هي التي تملأ النفوس بالغضب والكراهية وتخلق الإرهاب وتقنع الشاب بشكل غير مباشر أن القتل هو جهاد في سبيل الله.
إذا كان العمل السلمي سمة من سمات المعارضة منذ انطلقت كما يزعمون، فلابد أن عنترة بن شداد أو أبوزيد الهلالي هو الذي يضع العبوات الناسفة ويقتل رجال الشرطة والمواطنين الأبرياء!
لابد من الثأر لهذا الشرطي وغيره من شهداء الوطن الذين اغتالتهم أيدي الغدر والخيانة، ولابد من محاصرة الذين يريدون تحويل البحرين إلى بحور من الدماء.
لقد اتضحت للجميع الإستراتيجية القادمة لأعداء الوطن بعد الفشل الذريع في إفساد العرس الانتخابي البحريني، إنها إستراتيجية استنزاف البلاد وإرهاق أجهزة الأمن وجعلها تفقد أعصابها وتنخرط في العنف المضاد ردا على العمليات الإرهابية التي ستمارس من وقت لآخر.
ولابد أن يقف الشعب البحريني صفا واحدا في وجه الساعين لجره بالتدريج نحو العنف والاحتراب الطائفي؛ لأن سكوت الغالبية يغري أهل العنف والإرهاب والمحرضين عليه على المزيد من العمليات الحقيرة.