من الذي أسقط طائرة الكساسبة؟

من الذي أسقط طائرة الكساسبة؟

مضى وقت طويل على الحرب الغربية الأميركية المزعومة على داعش، وأذاعت الأخبار عدد الطلعات الجوية التي مارسها الطيران الأميركي والأوروبي والعربي والنتيجة غير واضحة حتى الآن؟
لو كانت هذه الضربات الجوية توجه ضد العراق الدولة أو ضد سوريا أو غيرهما من الدول لدمرتها عن آخرها، فما معنى هذا الوضع الغريب الذي يدعو إلى التشكك والصدمة!
فهل المطلوب هو أن تبقى الصورة الحالية بتفاصيلها اليومية قائمة وحية لوقت طويل؟ هل هذا هو المطلوب أم أن عقولنا العربية المسكونة بالمؤامرة هي التي تدعونا – في ظل ما نحن فيه من هوان – إلى تصور المؤامرات كل يوم لتفسير هذه الحالة المزرية التي نعيش فيها؟
هل اعتقادنا في المؤامرة هو الذي جعلنا نتخيل أن الاستخبارات الأميركية هي التي صنعت داعش كفيروس ينخر في جسد الأمة ويجرها نحو التحلل والضياع، أم أن داعش نشأت نشأة تلقائية نتيجة السعي الايراني للهيمنة على المنطقة والتي تتضح من خلال التمدد في سوريا والعراق واليمن؟ ام أن السبب هو تآمر الأميركيين والإيرانيين معا على العرب؟
الصور الغامضة التي نراها يوميا تجعلنا في حيرة وتفتح الباب واسعا لنظرية المؤامرة لكي تسود وتفسر كل ما يجري على أراضينا، فلماذا الطيران الأميركي يضرب داعش بهذه الكثافة يوميا والنتائج غير واضحة؟ولماذا داعش باقية حتى اليوم وتقاتل هنا وهناك وتهدم المدن وتمحو آثار العراق حتى الآن؟ ولماذا قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الايراني موجود في العراق الآن وما الذي يفعله في ميدان الحرب على داعش؟وهل هو هنا بتنسيق مع الأميركيين أم لا؟
ولماذا سقطت طائرة معاذ الكساسبة من بين جميع الطائرات التي كانت تضرب داعش؟ ما هي الآلية التي استخدمتها داعش لكي تسقط الطائرة في مكان قريب من مواقعها وتتمكن من القبض عليه وحرقه لاحقا؟ ومن أين حصلت داعش على السلاح القادر على إسقاط طائرة مقاتلة؟
ألا يجعلنا هذا الغموض وهذه التفاصيل التي يشارك فيها الأميركيون والإيرانيون نصدق الرواية الشعبية التي تقول إن الأميركيين هم الذين أسقطوا طائرة معاذ الكساسبة وألقوا به في أيدي الدواعش لأنه رأى الطائرات الأميركية وهي تلقي السلاح لداعش بدلا من أن تقوم بضربها كما يذاع في نشرات الأخبار؟
لماذا نصدق الأميركيين بعد أن ثبت أن كل الذي جرى في المنطقة منذ سنوات قد بني على كذب وخداع؟فالحرب على العراق بنيت على كذب؟ والثورات العربية التي اشعلتها أميركا بنيت على كذب وعلى استغفال كبير للشعوب العربية.