28 مايو 2018
من اجل مسلسل
قبل أيام قامت الخارجية السودانية باستدعاء السفير المصري بالخرطوم لتبلغه احتجاج السودان على مسلسل تلفزيوني مصري يسيء للسودان ،على حسب تقدير الجانب السوداني للمسألة.
فتخيلت وربما تخيل كثيرون أن المسلسل ينطوي على تهكم أو تقليل من شأن الشعب السوداني أو اتهام السودان كدولة بتهمة معينة أو أي انتقاد من أي نوع.
ولكن عندما عرفت السبب بدقة شعرت بالحزن الشديد على حال العرب، فقد تبين أن قصة المسلسل الذي يسمى أبو عمر المصري بها شخص ارهابي يهرب في جزء من حياته الى السودان ويعيش هناك ،وهذا هو كل شيء، فهل في هذا الأمر إساءة للسودان ،سواء كان ذلك من خلال عمل فني او من خلال مقال صحفي ؟
هاجت الدنيا هنا وهناك ،وخرج المنظرون هنا وهناك يتناولون الخطب الجلل الذي هو المسلسل التلفزيوني “عمر المصري”، ولو كان المسلسل اسمه “عمر السوداني” لكانت المصيبة أعظم !
هذا هو حال العرب، فالدنيا كلها تسيء الينا يوميا ولا نستدعي سفراءها ولا نفعل شيئا ،ونسكت عن أشياء كبيرة وعن اهانات كبيرة طالما تأتينا من بعيد ،في الوقت الذي نتحفز فيه لبعضنا البعض على صغائر لا قيمة لها .
الرئيس الأمريكي نفذ وعده للصهاينة بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترف بها كعاصمة لإسرائيل، واحتفلت ابنة ترامب وزوجها اليهودي بهذه المناسبة وجنود الاحتلال يقتلون أبناء فلسطين لأنهم تجمعوا عند الحدود، وترامب يهدد العالم الأن بأن من لم يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيتعرض لعقوبات ، وترامب يستعد الأن لتقديم هدية أخرى كبيرة على حساب العرب وهي الاعتراف بالجولان السورية كجزء من دولة إسرائيل !
نحن نعيش في مأساة كبيرة ،ومع ذلك نتشاجر على أشياء لا قيمة لها .