بثينه خليفه قاسم
٢٤ مارس2020
منظمة الأمم المختلفة
من الغريب أن تسمى منظمة الأمم المتحدة بهذا الاسم وبين أعضائها كل هذه الخلافات العميقة ،ومن العجيب أيضا أن يسمى مجلس الأمن بهذا الاسم في عالم لم يتحقق الأمن في أي جزء منه .هل يعقل أن يختلف مجلس الأمن ويفشل في الاتفاق على مسودة أو إعلان هو فيروس كورونا الذي جعل العالم كله في مواجهة عدو واحد هو المرض ؟
هذا ما حدث قبل أيام قليلة حيث حدثت خلافات على صياغات ومفردات معينة استخدمت في نص المسودة التي أعدت حول خطورة هذا المرض وضرورة أن يتعاون العالم في مواجهته ودعم الدولة الفقيرة التي لا تمتلك المال والأنظمة الصحية القوية لمواجهته!
تعودنا على أن تختلف الدول وتتصادم داخل مجلس الأمن وتستخدم الفيتو حول الحروب والصراعات التي تجري بين بعضها البعض ،ولكن هذه المرة الصراع الجاري بين عدو خفي وبين العالم كله ،غنيه وفقيره.عدو لا يعترف بلا حدود ولا يهمه غني أو فقير ،ولكن مع الأسف لم يتحد العالم حتى في هذه الظروف .
اه أيها العالم الغريب !
لو كانت الدول استخدمت فوائضها المالية في بناء مستشفيات وفي صناعة أجهزة التنفس الصناعي بدلا من صناعة الإرهاب وصناعة السلاح لكان العالم أحسن حالا ولما كان للبشر أن يناموا في طرقات المستشفيات في ايطاليا!
الى متى ستمضي البشرية في طريق الصراع والتناحر والى متى سيستمر الفساد في البر والبحر ؟هل هذه التجربة المريرة التي يمر بها العالم في مواجهة عدو لا تراه العين ستجعل عالم ما بعد كورونا مختلفا عن عالم ما قبل كورونا؟
حتى الآن لا يبدو في الأفق أن هذا سيحدث، واسألوا أعضاء مجلس (الأمن ) على ماذا اختلفتم؟