ضجة صحافية كبيرة نعيشها في البحرين هذه الأيام على خلفية زيارة وفد من اتحاد الحقوقيين العرب للمملكة وبمناسبة صدور تقرير منظمة “هيومان رايتس ووتش” رقم 20 حول حقوق الإنسان في العالم، وما جاء بهذا التقرير من ادعاءات غير دقيقة عن البحرين.
ولأن بعض المنظرين لدينا مبرمجون بطبعهم منذ عشرات السنين على تسفيه كل ما يخص الوطن، فهم مستعدون دوما لتسفيه كل من يقول كلمة طيبة عن البحرين، فكل من يكتب عن إنجاز حكومي بحريني، يصفونه بأنه من المطبلين للحكومة. أما إذا كان صاحب الكلمة الطيبة عن البحرين ضيفا قادما من الخارج، وصفوه بأنه يتبع اتحادات “الغونغو” التي تعمل بطريقة هاتف العملة.
أليس هذا وصفا بعيدا عن اللياقة وعن كرم الضيافة المستحق لضيوف البحرين؟
لقد ساء فلاسفتنا أن قال الأمين العام لاتحاد الحقوقيين العرب السيد شبيب المالكي إن الوضع الحقوقي في البحرين مطمئن وإنها باتت ترتقي في سلم الديمقراطية وفي مجال حماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وناقش مع الحاضرين بمعية ممثل اتحاد الحقوقيين العرب في جنيف د. إلياس خوري في الندوة التي أقامتها جمعية الحقوقيين البحرينية كيفية بناء جيل جديد من المدافعين عن قضايا الأمة العربية، وكيفية الرد على التقارير الحقوقية التي تتعمد الإساءة للبحرين في الخارج، فانتقدوا الرجل وكأنه ارتكب جناية في حق البحرين وأهلها، وكأن عليه أن يغمض عينيه عن أي إنجاز تحقق، وأن يعلن أن البحرين تشهد مذابح وأن جثث المعارضين تملأ الخليج مثل جثث الهوتو والتوتسي.
أما إذا صدر تقرير يسيء للبحرين، مهما كانت الجهة التي أصدرته، ومهما كانت دوافعها، والأطراف المستفيدة منه، فهو تقرير لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
لماذا المسارعة دوما بتلقف كل ما يسيء للبحرين وتضخيمه وإقامة الطقوس الكبيرة احتفاءً بأصحابه؟ لماذا تغمضون عيونكم عن كل الانجازات التي تحققت في البحرين خلال فترة وجيزة وتبحثون عن العيوب؟ أليس ظلما أن نردد نفس الاسطوانات التي كنا نرددها من عشرة أعوام وأكثر؟ لماذا نثق في المنظمات التي توجه اتهاماتها للعرب فقط، على رغم أن الانتهاكات التي تمارسها الدول الداعمة لهذه المنظمات تفوق بكثير ما يحدث في بلادنا العربية؟ لماذا نقدس دوما كل ما يأتي من الخارج من شعارات، على رغم أن كثيرا من الشعارات التي صيغت بشكل براق كانت لها أهداف شريرة؟ ألم يتم نحت مصطلح “الحكم الذاتي” ومصطلح “حق تقرير المصير” لتفتيت الدول التي رغبت القوى الكبرى في تفتيتها بتغذية النزعات العرقية والطائفية فيها؟
شيء عجيب أن يعادي إنسان بلده إلى حد تسفيه كل من يقول عن هذا البلد كلمة خير، وكأن لسان حاله يقول صاحب صاحبي = صاحبي، وصاحب عدوي = عدوي!! (وللحديث بقية)