بُثينة خليفه قاسم
للنشر
15 سبتمبر 2019
منظمات حقوق الإنسان تنتهك حقوق الإنسان !
إلى متى سنظل نتعرض للابتزاز والتقارير المفبركة التي لا تستند إلى دليل من قبل ما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان ؟ والى متى سنظل متموضعين في موضع المدافعين عن أنفسنا في مواجهة التقارير الابتزازية المضللة التي أصبحت تشبه التقارير الصحفية التي تبحث عن تحقيق الإثارة وجذب القراء عن طريق نشر ما يؤثر على عواطف الناس !
هذا بالضبط ما حدث قبل أيام حيث قامت بعض هذه المنظمات بنشر تقارير مرسلة غير موثقة لا تستند إلى أي دليل عن إساءة معاملة سجينات في البحرين ،فهل أصبحت هذه المنظمات مثلها مثل الصحف والمؤسسات الإعلامية التي لابد أن تنشر ،حيث النشر هو مصدر رزقها وعيشها مهما كانت الموضوعات جادة أو مبتذلة ومهما كان حجم الضرر الذي يعود على الإنسان من جراء من تنشره .
من السهل جدا أن يستمع منسوبو هذه المنظمات لأي شخص في الشارع أو أي قريب لأحد المسجونين أو أي كاتب أو ناشط هارب خارج البلاد ناقم على الجميع.
ولكن أين المصداقية وأين المعايير المهنية في إعداد تقارير تستند إلى مصادر على هذا النحو اولا لا تستند إلى مصادر من الأساس ؟
هل يتوقع من سجين أو من ذويه أن يشكروا السجن ؟
الناس يدخلون السجن بغير إرادتهم كعقوبة على جريمة أو جنحة أو مخالفة ارتبكبوها ،والسجن ليس مكانا للتنزه والاستجمام ولكنه مكان للإصلاح والتأهيل لإعادة الإنسان المخطيء إلى صفوف البشر العاديين .
لقد قرأنا مرارا وتكرارا في تقارير ما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان عبارات مثل : وقال حسن من محافظة كذا أنه قد تعرض للضرب ،وقال عمر من محافظة كذا أنه يعيش في ظروف غير صحية داخل السجن ! وقال حمدان من قرية كذا أنه مصاب بالضغط والسكر وأنه لا ينال أي رعاية طبية !
ولا أحد يعرف من هو حسن ومن هو عمر ومن هو من حمدان !فكل قرية بها ألف حسن وألف عمر وألف حمدان !
وهكذا تستند هذه المنظمات الى عشرات المصادر المجهلة التي لا سبيل للتحقق من صدقها وحيادها !
لقد قتل عشرات الملايين من البشر على أيدي رؤساء وجيوش في حروب ظالمة لا شرعية لها خلال السنوات الماضية ولم تنطق دكاكين حقوق الإنسان بكلمة، وكأن هذه المنظمات قد خلقت فقط لدول بعينها تقوم بابتزازها عن طريق تقارير قال حسن وقال عمر وقال حمدان .
وان أفضل رد قالته الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان البحرينية في ردها على تقارير هذه المنظمات هو أن هذه التقارير هي في حد ذاتها انتهاك لحقوق الإنسان.