بثينه خليفه قاسم
10 يناير 2021
ملاحظات على قمة العُلا 2
للمرة الثانية أعلق على قمة العلا والمصالحة الخليجية التي تمت على أرض المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى ذات المكانة والاحترام على المستوى الاقليمي والدولي، تلك المكانة التي تبعث الدفء والاطمئنان في نفوس كل المواطنين الخليجيين.
بعد أن كتبت عمودي السابق قررت أن أخصص هذه المساحة للإشارة إلى الموقف البحريني والموقف المصري من هذه المصالحة التي تمت بين الأشقاء، لأن الموقف البحريني والمصري عبرا عن درجة من النضج والرقي والرشد السياسي .
البحرين كانت ولا تزال دولة داعمة لكل ما فيه مصلحة الأمة العربية ولم تقف يوما موقفا متخاذلا أو غامضا تجاه أي قضية عربية ولم تسعى يوما إلى التدخل في شئون أي دولة شقيقة .
تلك هي طبيعة السياسة الخارجية البحرينية في عهد جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة،فهي لا تحب السباحة في تيارات غير مضمونة العواقب ولا تحب الخروج على الاجماع العربي حتى لو كانت ستضحي بجزء من مصلحتها.
وقد تجلى ذلك بوضوح في حضورها قمة العلا في المملكة العربية السعودية وتوقيعها على اتفاق المصالحة مع شقيقاتها دون أن تنظر إلى الوراء ودون أن تثير ما من شأنه أن يعكر أجواء المصالحة التي اجتهدت الشقيقة الكويت من أجل اتمامها وبدأت تنظر إلى المستقبل بتفاؤل وبنوايا حسنة.
ولذلك فقد اكتسبت البحرين درجة من التقدير والاحترام عند الدول العربية وعند العالم، وهذا شيء سنظل كبحرينيين نفتخر به، وسنفتخر أن البحرين تسامت فوق الجروح وتناست مظالمها واختارت ما اختاره الأشقاء ايمانا منها بأن وحدة الخليج تحقق مصلحة الجميع.
أما مصر، فلها كل التقدير والاحترام، فعلى الرغم من أن خلافاتها مع قطر كانت سابقة للخامس من يونيو 2017 إلا أنها لم تمانع في حضور القمة والتوقيع على بيانها وقالت الخارجية المصرية إن مصر تقدر وتثمن كل جهد مخلص بذل من أجل تحقيق المصالحة بين دول الرباعي العربي وقطر، وفي مقدمتها جهود الكويت الشقيقة على مدار السنوات الماضية.
هذه هي مصر الكبيرة التي تترفع عن الصغائر وترى في التضامن العربي أهمية كبرى لمواجهة ما تتعرض له الأمة من مطامع وأخطار. مصر ، حتى وإن اختلفت مع دولة عربيـــــــة ،تبقى كبيرة ولا تعرف الفجور في الخصومة ولذلك تبقى لها مكانتها واحترامها لدى الجميع.