مكتبة الملك حمد الرقمية

مكتبة الملك حمد الرقمية

مكتبة الملك حمد الرقمية التي ستأخذ شكل محارة تربط الحاضر بالمستقبل ستكون بمثابة قفزة تاريخية في مجال الثقافة والتعليم، وهي ليست فقط سجلا أو ذاكرة تربط حاضر المملكة بماضيها ومستقبلها، ولكنها ستعبر بنا وتضعنا بصدق على خريطة العالم الثقافية والعلمية بما توفره من مصادر للمعلومات وقدرة على التجول والاستفادة من كل ما أنتجه العالم من فكر وعلم وثقافة.
هذا المشروع دون شك يؤكد على الصفة الشمولية المتكاملة للمشروع الإصلاحي لجلالة الملك، فالثقافة بمثابة ضلع لا غنى عنه في عملية التنمية الشاملة التي يسعى إلى تحقيقها هذا المشروع، فلا تنمية دون ثقافة ودون تعليم يرتقي إلى العالمية ويسلح المتعلم بأدوات العصر.
في ظل المكتبة الرقمية يستطيع المعلم أن يكتسب طرق التدريس الموجودة لدى نظيره في الدول المتقدمة وبالتالي يتجاوز الزمان والمكان الذي يفصل بينه وبين أمثاله في تلك الدول من خلال التجول والإطلاع في كبريات المكتبات الموجودة في أنحاء العالم، ونقل تجارب الآخرين.
فالمكتبة الرقمية كما يعرفها العلماء هي خدمة معلومات تكون فيها كل مصادر المعلومات متاحة بشكل مجهز ومعالج عن طريق الحاسب الآلي، وتكون فيه الإجراءات الخاصة بالتزويد والتخزين والحفظ والاسترجاع والعرض والاستعراض والاستخدام عن طريق استخدام التقنيات الرقمية، كما أن المكتبة الرقمية ليست حكرا على المعلومات في شكل نصوص وإنما تحوي صورا متحركة وأشكالا رقمية أيضا.
ولا شك أن البعثات التعليمية التي أرسلتها المملكة إلى الخارج للدراسة واكتساب المهارات المتعلقة في مراحل التعليم المختلفة وحتى الدكتوراه سوف تشكل الأساس الهام لنجاح هذا الصرح الذي يعد من أعظم إنجازات جلالة الملك المفدى في مجال النهوض بالفكر والثقافة في البلاد.
وعندما يتدرب المبتعثون على تقنيات العمل والبحث في هذه المكتبات ويقوموا بنقلها إلى غيرهم من خلال التدريب المستمر للمعلمين يكون التعليم قد انتقل من مرحلة التلقين والحفظ الذي لا يصنع مهارات تتسق مع العصر إلى مرحلة البحث والتعلم الذاتي الذي يخلق علماء وباحثين .
وهذا بطبيعة الحال سوف يفرض على المؤسسات التعليمية أن تأخذ باستراتيجية تربوية تعتمد على مفاهيم لتقنيات تعليمية متطورة تضمن قيادة المتعلمين إلى مصادر المعرفة وتربطهم بالعالم المحيط وتؤهلهم لمواجهة المشاكل التي تعيق تحديث العملية التعليمية.
نحن إذن، بهذا الانجاز العظيم أصبحنا على بعد خطوات من الاندماج التام مع عصر المعلومات وتعظيم استفادتنا من ثورة المعلومات الهائلة التي فجرتها المكتبات الاليكترونية.
فشكرا لجلالة الملك المفدى الذي أعطى كل هذا الاهتمام للنهوض بالفكر والثقافة والتعليم.