مكافحة الإرهاب شعار يرفعه العالم كله، يرفعه الظالم والمظلوم، يرفعه الإرهابيون ويرفعه الضحايا، ترفعه المنظمات وترفعه الدول بشكل يجعلك تندهش وتسأل نفسك: من الإرهابيون إذا؟ من الذين يمولون الإرهاب؟ من الذين يزينون صورة الإرهابيين ويوفرون لهم السلاح والمأوى؟
رجال الدين والمفكرون والإعلاميون يطلقون لنا النظريات ويكتبون المقالات والرسائل في تحليل الإرهاب وأسبابه ويقدمون لنا حلولا وعلاجات، فمنهم من يبحث مناهج التطرف والأدبيات والكتب التي تغذي الفكر المتطرف وتدفع إلى العنف وسفك الدماء، ومنهم من يبحث في أسباب اجتماعية واقتصادية وأمور تتعلق بالتنشئة والتربية.
سمعنا عن عناوين كثيرة في هذا المجال مثل تجديد الخطاب الديني وتنقية مناهج التعليم من الأمور التي تدفع للتطرف، كل هذا يصب في آذاننا منذ سنوات ويزداد كلما وقع حادث إرهابي كبير، ومع ذلك لا نتيجة من الكلام، فقد زاد الإرهاب وتطور وأدى إلى خراب دول.
والحقيقة التي يعرفها الجميع ولا يملكون شيئا تجاهها هي أن الإرهاب منذ سنوات طويلة أداة من أدوات السياسة الدولية، تصنعه دول وتموله وتستفيد منه، الإرهاب سلاح تستخدمه الدول ضد بعضها البعض وتديره أجهزة استخبارات عاتية، وهناك دول كبيرة تستخدم دولا أخرى صغيرة في تنفيذ أخطر العمليات الإرهابية على مستوى العالم.
وبالتالي فالحديث عن الإرهاب أصبح بمثابة أسطوانة مشروخة لن تفيد لأن الأمر بيد الفاعلين الكبار في هذا العالم، فهم الذين يستطيعون محاصرته إذا أرادوا. الخلاصة المؤسفة في موضوع الإرهاب أن تمويل الإرهاب تشارك فيه بسخاء دول عربية ويتولى تنفيذه مسلمون عرب وغير عرب، ويكتوي به العرب أكثر من غيرهم.