مقتدى الصدر

مقتدى الصدر

بثينه خليفه قاسم

1 مايو 2019

 

مقتدى الصدر

 

من المدهش جدا أن تقوم الخارجية العراقية بمساندة وتأييد مواطن من مواطنيها قام بالإساءة إلى دولة أخرى بشكل بالغ، حتى وان كان هذا الشخص رمزا دينيا معينا .العراق تعترض لأنه تم الرد على البيان غير المسئول لمواطن عراقي من قبل البحرين ،فهل كانت تريد من البحرين أن تقدم الشكر للرجل على بيانه الذي أساء لها فيه ؟

 

السيد مقتدى الصدر رمزا دينيا أو سياسيا لدى العراق ،وليس على البحرين أن تعامله على هذا الأساس الا إذا التزم بما يجب أن يلتزم به الرموز الدينيون في تصريحاتهم تجاه الدول، أما ما عدا ذلك فليس هناك ما يمنع أي بحريني من الرد عليه استنادا للقاعدة التي تقول إن الجزاء من جنس العمل ،ولكل فعل له رد فعل مساو في المقدار ومضاد في الاتجاه .

 

كون الإنسان رمزا لدى بلده لا يعطيه الحق أن يقول ما يشاء وقتما يشاء، والبحرين ليست من رعايا الولي الفقيه لكي تصمت عندما يسيء إليها أحد أتباعه.

 

السيد مقتدى الصدر أو غيره من المرجعيات يمكنه أن يتحدث عن الشأن العراقي ويمكنه أن ينتقد سياسات أو قرارات وان يتهم أحزابا أو شخصيات عراقية كما يشاء على اعتبار أنه عراقي وعلى اعتبار أنه صاحب مصلحة او ممثل لطائفة أو على اعتبار أن له أتباعا ومريدين كثر يعتبرونه رمزا ومرجعا لهم ،ولكن عندما يتعلق الأمر بدول أخرى ،فهو ليس مرجعا وليس رمزا ،وبالتالي سيسمع ما يسوءه اذا ما أساء لشعوب وحكام الدول الأخرى .

 

والنتيجة الوحيدة لتورط رمز ديني في الإساءة لدولة أخرى هي إشعال الفتن بين المذاهب والطوائف لأن أتباعه ومريديه سينجرفون خلفه في دوامة المساجلات الطائفية الهدامة ويثورون من أجله حتى وإن لم يكن على حق .

 

خلاصة القول أن البيان الذي أطلقه السيد مقتدى الصدر وأدى إلى تعكير أجواء العلاقات بين البحرين والعراق هو بيان غير مسئول ولا يرضاه الدين ولا ترضاه السياسة ،والشيء الوحيد الذي يرضينا كبحرينيين هو  أن يعتذر عن ما بدر منه في حق البحرين وقيادتها .