4 فبراير 2019
معا ضد الادمان والعنف والانتحار
قبل عام رفعت البحرين شعار ” معا ضد الادمان والعنف وقدمت وزارة الداخلية البحرينية بقيادة سمو الشيخ راشد بن بن عبد الله نموذجا مبتكرا ومشرفا في محاربة الادمان والعنف بين الشباب .
وقد استحق سمو الشيخ راشد التكريم الدولي الذي حصل عليه لجهوده المبتكرة والجادة في هذه المبادرة الجيدة .
وهذا ليس بجديد على وزارة الخارجية البحرينية في عهد الشيخ راشد بن عبد الله الذي يطبق مفاهيم إيجابية ومتطورة في مجال حفظ الأمن للفرد والمجتمع بالمفهوم الواسع للأمن وليس تحقيق الأمن فقط من خلال العمليات الأمنية كرد فعل لما يقع من جرائم ومخالفات .
ولكن لابد أن نبين في نفس الوقت أن تحقيق الأمن بمفهومه الواسع والذي تتبناه وزارة الداخلية البحرينية ،ليس مسئولية الوزارة وحدها ،ولكنه مسئولية مجتمعية لابد أن تتحملها مؤسسات عديدة من بينها الإعلام والتعليم والمؤسسات الدينية والأسرة والأندية الرياضية .
نقول هذا الكلام بعد أن ظهرت ممارسات أخرى مدمرة بين الشباب بسبب إساءة استخدام ألعاب الانترنت التي قادت كثير من هذا الشباب إلى الانتحار في أكثر من دولة عربية ،فقد سمعنا قبل أيام عن انتحار عشر فتيات جزائريات شنقا بسبب إحدى ألعاب الانترنت التي تقود الفتيات والفتيان في نهاية المطاف إلى الانتحار .
وقد عرفنا من قبل أن كثيرين في دول عربية أخرى قد انتحروا بسبب لعبة الحوت الأزرق وهذا شيء مزعج جدا للأباء والأمهات بعد أن فقد الأب والأم السيطرة على الأبناء وأصبح هؤلاء الأبناء تحت سيطرة أخرى خارج ،بل خارج الدولة نفسها ،وهنا الخطورة الكبيرة .
وبناء عليه أصبحت المسئولية المجتمعية أكثر خطورة وأهمية في مواجهة ظواهر عالم الانترنت الذي يتولى التوجيه فيه جهات وأفراد لا تعرف نواياهم .
ولذلك فقد أضفت الى الشعار الذي تبنته وزارة الداخلية البحرينية كلمة جديدة وهي الانتحار الى جانب الادمان والعنف .
صحيح أن الانتحار ليس ظاهرة في البحرين وليس مثل الادمان أو العنف ،ولكن البحرين جزء من هذا العالم وجزء من فضاء الانترنت الواسع الذي لا يعرف الحدود ولا يعرف الأخلاق ،وما لا يحدث اليوم يمكن أن يحدث غدا .