بثينه خليفه قاسم
9 أبريل 2021
مصر والسودان وإثيوبيا…ماذا بعد ؟
انتهت آخر جولة من المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة الأثيوبي دون أي تقدم يذكر ،بعد أن رفضت إثيوبيا كل المقترحات التي قدمت، سواء من قبل مصر والسودان أو من قبل أي طرف وسيط وأصرت على المضي في الملأ الثاني للسد خلال الأيام القليلة القادمة. فماذا بوسع مصر والسودان أن يفعلا في مواجهة هذا التعنت الأثيوبي؟
الأمر خطير إلى أبعد الحدود ،فقد انتهى أي أمل تقريبا في الحلول الدبلوماسية ،إلى جانب أن الأمل ضئيل جدا في أن يقوم المجتمع الدولي بدوره في منع إثيوبيا من انتهاك قواعد القانون الدولي .
اللعبة خطيرة جدا ولا يعلم مداها إلا بالله، وفي تصوري أن اللحظة الحالية هي أخطر اللحظات في تاريخ مصر والسودان الحديث.
وأن أغرب ما في المشهد هو أن إثيوبيا لا تعطي أهمية للآثار الخطيرة للسد على وجود مصر والسودان ولا تشغل نفسها حتى الآن بأن المسألة بالنسبة للدولتين هي مسألة حياة أو موت وأن أي خطر أو عواقب أخرى لن تصل في مداها للضرر الذي ينتج عن بقاء السد نفسه .
فهل هي مؤامرة على بقاء مصر والسودان ؟ وهل هناك من يقوم بتقوية إثيوبيا ويجعلها تتصرف بهذا الشكل المتعنت؟
سواء كانت الاجابة بنعم او لا، فليس هذا هو المهم الآن بعد أن وصلت الدراما إلى ذروتها .
المهم الأن هو : هل تتنبه الأمة هذه المرة إلى خطورة الوضع الحالي وتسابق الزمن في سعيا للضغط المشترك على المجتمع الدولي لحلحلة هذه الأزمة الخطيرة؟
وإلى جانب هذا السؤال هناك أسئلة أخرى كثيرة : هل يمكن أن تأتي لحظة الانفجار قريبا ؟هل تشتعل الحرب على النيل؟ وهل الحرب ستحل المشكلة؟
ولكن يبقى السؤال الأهم وهو : هل سيقف العرب وقفة رجل واحد في وجه المؤامرة التي يمكن أن تأخذ الأمة كلها إلى طريق الدمار ؟
وان أقل ما يجب في الوقت الحالي هو أن يعلن كل العرب أنهم خلف مصر والسودان في حماية أمنهم المائي وأن العرب لن يسكتوا أمام الخطر الذي يستهدف دولتين عربيتين كبيرتين.