22 يناير 2018
بثينه خليفه قاسم
مصر لن تحارب أشقاءها أبدا
في الوقت الذي يمتلأ فيه الاعلام السوداني بحديث الحرب وبوجود مؤامرة مصرية اريترية على السودان ،قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبارة في قمة المسئولية ،وهي أن مصر لن تحارب أشقاءها أبدا ودعا الإعلام المصري إلى عدم الإساءة إلى أي دولة شقيقة،مهما كان حجم الخلاف معها،ولم يكتف بدعوة الإعلام الرسمي ووسائل الإعلام الجماهيرية ولكنه أوصى في ذات السياق الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي ألا يسيئوا للدول الشقيقة.
وهذا بلا شك موقف يستحق الإشادة من رئيس مسئول يحكم دولة كبيرة هي مصر ذات التاريخ وذات المكانة بين شقيقاتها العربيات.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يصرح فيها الرئيس السيسي بمثل هذا الكلام،فقد تابعت من فترة موقفا مشابها عندما رفض اللجوء إلى أساليب غير لائقة ضد قطر،في الوقت الذي كانت فيه قناة الجزيرة تشن حروبها التي لا تنتهي على مصر .
الكبير يجب أن يبقى كبيرا ،والكبير يعرف ماذا يقول،ويعرف كيف يترفع عن الصغائر.
الحرب الإعلامية بين مصر والسودان تضر ولا تنفع ولا تسبب سوى تعميق الضغينة بين الشعبين،ولابد أن يقوم الرئيس البشير بنفس الشيء.
نعرف أن هناك خلافات على الحدود وخلافات حول ملف المياه وسد النهضة وحصة مصر من مياه النيل،ولكن الحرب الإعلامية لن تحقق مصلحة لأي طرف من الطرفين.
إن مجرد التفكير في حرب عربية عربية هو أمر سخيف لأن أي حرب لن تحل مشكلة قائمة وسوف تزيد من حالة الضعف والتشتت التي تعاني منها الأمة.
البشير لابد وأن يرد التحية بأحسن منها ويطلب وقف سوق عكاظ التي لا طائل من ورائها،الا إذا كان يستفيد من هذا في التغطية على أوضاع داخلية معينة .