بثينه خليفه قاسم
٥ فبراير ٢٠٢٢
مسئولية الأسرة حول عنف الأبناء
قبل أيام قليلة قرأت خبرا أزعجني جدا وجعلني أشعر بمدى الخطر الذي يحيط بأبنائنا المراهقين في هذه الأيام الصعبة التي أصبح فيها هؤلاء المراهقون في أشد الحاجة إلى قرب ورعاية ورقابة الوالدين في كافة ما يقومون به من أنشطة وألعاب خاصة تلك التي تدعو إلى العنف، بل وتدعو إلى القتل نفسه. وقد حدث ذلك بالفعل عندما قام مراهق باكستاني بقتل أربعة من أفراد أسرته بسبب لعبة من ألعاب الإنترنت المعروفة هذه الأيام لا أريد أن أذكرها بالاسم حتى لا يعتقد أحد أنني أقوم بعمل دعاية سلبية ضد هذه اللعبة التي تدمر آلاف الشباب في العالم .
أما الخبر الذي أزعجني فهو خبر بحريني وقع في البحرين. فقد قرأت ما صرحت به السيدة رئيسة نيابة الأسرة والطفل حول قيام ستة أطفال لم يتجاوزوا الخامسة عشرة من العمر بإلقاء زجاجات حارقة على الدوريات المتمركزة لحراسة مركز الشرطة وتسببوا في في الاضرار بسيارة مدنية تصادف وجودها في المكان. وجاء في بقية الخبر بطبيعة الحال انه تم تطبيق القانون الخاص بالأطفال فيما يتعلق بمثل هذه الأحداث. ولكن ما يشغلنا ويزعجنا هنا هو: أين كان الأب والأم عندما وصل الابن إلى هذه المرحلة؟ ما السبب الذي أوصله لقرار العنف وكيف استعد وكيف أعد الأداة التي سيستخدمها في ذلك؟
كيف تركت الأسرة ابنا في هذه السن الحرجة ليكون ضحية المؤثرات الخطيرة جراء تعرضه الطويل للإنترنت والألعاب والمواقع والشخصيات والجماعات التي تحض على العنف وتسيطر على عقول المراهقين في ظل تفكك أسري فرضته التكنولوجيا الحديثة حيث يجلس كل فرد من أفراد الأسرة مع هاتفه وعالمه الافتراضي وحده ولم يعد هناك ما يجمع بين أفراد الأسرة، وحتى مائدة الطعام نفسها لم تعد تجمعهم.
وبالتالي أصبح من السهل التغرير بالمراهقين والتحكم في سلوكهم ودفعهم إلى العنف وربما إلى القتل.