بثينه خليفه قاسم
17 يناير 2020
مزيدا من التوضيح يا سعاده العبسي
تصريحات السيد أسامة بن عبد الله العبسي رئيس هيئة تنظيم سوق العمل حول العمالة المنزلية أحدثت ضجة شعبية كبيرة ونالت رفضا واسعا من قبل الكثيرين.صحيح أن هذه التصريحات اشتملت على أشياء كثيرة تندرج تحت ما هو قانوني وماهو انساني وما هو للصالح العام ولصالح الأسرة ،الا أن هناك جزيئة أقلقت الجميع بشكل كبير ،وهي الجزئية المتعلقة بعدم إجبار العامل على القيام بعمل معين .
فالأصل في عمل الخادم أو الخادمة هو الطاعة والاحترام والقيام بالعمل الذي يوكل اليه ،مالم يكن هذا العمل غير قانوني أو غير إنساني أو يكون به نوعا من أنواع الاستغلال كالاستغلال الجنسي مثلا .
ولذلك حدثت البلبلة لدى الناس ،حيث يخشى الجميع أن يكون كلام العبسي بمثابة رخصة للعامل او العاملة ليقوم فقط بالعمل الذي يرغبه ويمتنع عن ما لا يرغبه بغض النظر عن كونه قانونيا أو غير قانوني .
وبما أن القوانين البحرينية الموجودة تنظم كل هذا وتعطي الخادم حقه وتحميه من التعرض لأي نوع من أنواع الظلم من قبل مخدومه ،فهذه التصريحات لم تضيف شيئا لمصلحة العامل أو لمصلحة الناس وكل ما نتج عنها هو القلق والاحتجاج من قبل الكثيرين ممن اعتقدوا أن كلام رئيس هيئة سوق العمل يؤدي إلى تحريض العمالة وتمردها .
ولكن بقية ما قاله العبسي في هذا الشأن فلا بأس به ،فمسألة فتح حساب بنكي بوضع فيه راتب العامل ،منعا للتأخر في إعطائه حقه ،ومنعا من ادعاء العامل نفسه أنه لم يحصل على راتبه ،فهذا شيء انساني بامتياز ولنا جميعا أن نؤيده ونقبل به .
كما أن توصية العبسي بضرورة التعامل مع المكاتب المرخصة في جلب العمالة ،حرصا على مصلحة الأسرة ،وحرصا على المصلحة العامة أيضا ،فهذا أمر جيد ،ولابد لنا جميعا أن نلتزم به حفظا لحقوقنا ،وحرصا على تحقيق مصلحة الدولة التي هي أيضا مصلحتنا جميعا .
ما نرجوه اذن هو أن تقوم الهيئة بطمأنة الناس حول المقصود بعدم إجبار العامل على القيام بعمل معين ،لان الكثيرين قد فهموا ذلك على أنه من حق العامل أن يختار ما يقوم به وما لا يقوم به ،او كما قالت لي إحدى السيدات : إذا قلت لخادمتي نظفي المنزل ورفضت ،ماذا افعل اذن ؟
