محاسبـــــــــــة أصحــــاب المساعـــدات الخـــارجيـــة

محاسبـــــــــــة أصحــــاب المساعـــدات الخـــارجيـــة

توجيهات جلالة الملك المفدى حول ضرورة محاسبة من يتلقون مساعدات خارجية أو يتلقون تدريبا من قبل جهات أجنبية خارج إطار الدولة البحرينية وما تسمح به قوانينها لابد أن تنفذ بكل صرامة، فقد جاء موعد المحاسبة على كل من استهتر بالأمن القومي لبلاده وسعى في خرابها.
الذين ظنوا أن الفوضى قادمة وأنهم سيفلتون من العقاب لأن الدولة في طريقها للانهيار لم يجنوا سوى خيبة الأمل وسواد الوجه، فها هي البحرين قد مرت واستعادت نفسها وتغلبت على محاولات الخيانة، وها هو شعبها قد وعى الدرس ورفض محاولاتهم المغلفة بأغلفة براقة ووعود كاذبة.
الذي يتلقى التدريب من قبل جهات أجنبية لكي يحمل السلاح على أبناء وطنه هو خائن لا محالة وكذلك الذي يتلقى المعونات الأجنبية تحت عناوين معروفة للجميع هو أيضا خائن لأنه يعلم أن أصحاب هذه الأموال لا ينفقونها عليه وعلى من معه لوجه الله أو لخدمة الإنسانية ولكنهم ينفقونها من أجل زعزعة الاستقرار في البلاد.
فملايين الدولارات التي أنفقت من قبل دول غربية على جماعات الإسلام السياسي لم تكن بغرض نشر الإسلام في الدول العربية ولا من أجل نشر الديمقراطية، فهذه الدول تعرف جيدا ان هذه الجماعات غير ديمقراطية في الأساس، ولكن الغرض هو تفجير الدول من داخلها واستخدام المجتمع المدني في إعادة فك وتركيب هذه الدول وتفتيتها أو على الأقل إضعافها وجرها إلى الوراء.
دعم الديمقراطية أو دعم الحريات وحقوق الإنسان وغيرها من الشعارات التي ترفع هي مجرد غطاء براق لاختراق الدول وخلق طابور خامس فيها لجعلها دائما في حالة وجع وعدم استقرار لتظل مشغولة بمشكلاتها الداخلية ولا تتقدم في أي مجال، ولنا مثال مهم في العراق التي ظن أهلها أن التدخل الأجنبي سيأتي لهم بالخير وسيزيح الغمة إلى غير رجعة.
كل الاضطرابات التي وقعت في الدول العربية، سواء الدول التي نجت أو التي عمها الخراب خلال السنوات الماضية قد وقعت بفعل أموال خارجية أغرقت الخونة والطامحين والمغفلين ومعدومي الولاء الذين يريدون أن يعيشوا يومهم ولو على أنقاض الوطن.
لا يجب أن يستغفل الشعب البحريني بعد اليوم، ولابد أن يكون الحساب من جنس العمل لكل من وضع يده في يد الأجنبي وقبض الثمن، ولابد لهذه القضية بالذات أن تظل علامة فاصلة في حياة شعبنا خلال هذه الفترة العصيبة التي عشناها وتهدد فيها أمننا ومستقبل أبنائنا.