مجلس الدوي ودوره الوطني
9 ديسمبر 2018
ابراهيم الدوي، صاحب مجلس الدوي العامر بالمحرق رجل وطني يعشق تراب بلده ويبذل ما في وسعه من أجل رفعة البحرين .مجلس ليس مجرد مكان للتعارف وتناول القهوة وتبادل الأحاديث ،وان كان قد بدأ كذلك شأن الكثير من المجالس الأخرى ،ولكنه بمثابة ساحة واسعة لتبادل الأفكار والمعلومات ومركز للاشعاع الثقافي والفكري يستمع فيه الحاضرون لمحاضرات وكلمات ومداخلات من الكثير من الشخصيات الراقية التي اعتادت ارتياد هذا المجلس المحترم .
الكل يستفيد ويفيد لأن الأمر لا يتوقف على مجرد الاستماع ولكن يتحول المجلس في كثير من الأحيان إلى حلقة للعصف الذهني حول إحدى القضايا الهامة التي تشغل الرأي العام البحريني ،يشارك فيها غالبية الحاضرين بشكل غاية في الرقي والاحترام مما يخلق ثراءا فكريا واستفادة عامة لجميع الحاضرين .
هناك يلتقي الإنسان كتابا واكاديميين ورجال دين ومثقفين وفنانين من أعمار مختلفة،وهناك تطرح قضايا متنوعة ابتداءا من قضايا البيئة والمرأة ووصولا إلى القضايا التي تؤثر على الأمن القومي للبحرين ولدول الخليج عموما .وهناك تجد الأشقاء العرب ايضا وليس أهل البحرين فقط مما يخلق نوعا من التفاهم وتبادل الأفكار بينهم وبين الحاضرين .
لكن أهم ما يميز مجلس الدوي هو النزعة الوطنية الواضحة من خلال الموضوعات التي تطرح داخل المجلس ومن خلال حالة الحوار الدائمة التي تعلي قيمة المواطنة على ما سواها وهذا السر في نجاح المجلس وزيادة عدد رواده من أنحاء البلاد.
لقد قال لي أحد الأشقاء العرب أن المجالس الأهلية ،وبخاصة مجلس الدوي هي من أجمل ما في البحرين لأنها تخلق حالة من التواصل الدائم وتعمق احساس البحرينيين بأنهم أسرة واحدة وتؤدي إلى تفريغ الطاقة السلبية من خلال الحوار البناء بين اناس من تخصصات وأعمار مختلفة وهو ما ينعكس إيجابا على صحة المجتمع ككل ويتغلب على حالة التباعد واللا تواصل التي نتجت عن وسائل التواصل الاجتماعي التي أبعدت الناس عن بعضهم حتى أبناء الأسرة الواحدة .
فلتبقى المجالس البحرينية عامرة وليبقى مجلس الدوي علامة من علامات المحرق ،المحرق مهد التاريخ ومهد العروبة والعروبيين .لتبقى مجالسنا وسيلة لنشر الوعي الوطني ونبذ الفرقة والطائفية .لتبقى مجالسنا وسيلة للتواصل والتفاعل المجتمعي والتغلب على الآثار السيئة لتكنولوجيا الاتصالات الحديثة .