يبدو ان الشيخ عيسى قاسم سيظل دوما جزءا من المشكلة، ولن يكون أبدا جزءا من الحل، حتى إن تحدث عن الحلول في كل خطبة وكل حديث، لأنه لا يريد الحل ولا يسعى أبدا إلى تهدئة الأجواء بين جناحي الأمة.
الشيخ كرر كثيرا جملة “ان الحلول الأمنية لن تحل المشكلة”، والهدف واضح من تكرار الشيخ لهذه الجملة المطاطة فهو يمارس نوعا من الإلحاح المتواصل على عقول مجموعة من الناس حتى لا تبرد عواطفهم ويدخلون تحت مظلة الحوار مع غيرهم من أبناء البحرين، لأنه يريد لهم أن يبقوا في صدام مع رجال الأمن، ومع القيادة الشرعية للبلاد.
فما الذي يريده الشيخ للبحرين؟ بعد ان ظل الزعيم الروحي لجميع الاحتجاجات التي خرجت في البحرين منذ ست سنوات على الأقل، ولم نسمعه يرفض رفع الأعلام الأجنبية ورفع صور الولي الفقيه خلال هذه الاحتجاجات، حتى وصلت البحرين إلى حافة الهاوية ومارس الشيخ دوره أيضا في السيطرة على عقول الشباب، وكان من أهم الأسباب، إن لم يكن السبب الوحيد، الذي أدى بأهل الدوار إلى رفض الحوار.
ما هو الحل إذا من وجهة نظر الشيخ؟ خاصة بعد أن أعلن جلالة الملك مجددا تمسكه بالحوار؟ هل يريد أن يرحل نصف أهل البحرين إلى وطن آخر ويبقى فقط التابعون له الذين ينفذون أوامره في كل الظروف والمواقف؟
لو كان الشيخ حسن النية لتوقف عن التحريض بعد المبادرة التي أعلن عنها جلالة الملك ونالت تأييد غالبية الشعب البحريني ونالت احترام العالم.
لماذا لا يدعو الشيخ أتباعه للجلوس إلى مائدة الحوار وانتظار النتائج التي سيتمخض عنها؟ لماذا يملأ نفوس الناس باليأس ويشعرهم وكأنهم ذاهبون إلى الحوار مع حكومة احتلال؟
أتدرون ما الذي يقصده الشيخ عندما قال في (خطبة الجمعة) أنه “إذا دخلت أي شخصية، أو حزب أو جمعية في توافق على حل في مسألة طرفها الثاني هو الشارع العام، أمكن أن يمثل ذلك خطوة تمهيدية فقط، يُرجع إلى الشارع العام المعارض في الأخذ بمبادئها لأنه الطرف الأصيل الثاني في هذا الفرض، ولأن مطلوب الحل هو أن يرضى هذا الشارع، ويحصل التوافق العام على صيغة سياسية واضحة، تنهي سبب الشكوى والتوتر والغليان”؟
سماحة الشيخ يريد خنق الحوار في أي مرحلة من مراحله عن طريق ما يسميه بالشارع العام المعارض، لأنه يستطيع تحريك هذا الشارع العام المعارض في أي وقت يشاء.
ولا ندري لماذا استخدم الشيخ كلمة “العام” إلى جانب كلمة “المعارض” لوصف ذلك الشارع الذي تحدث عنه؟هل يريد من خلال هذا الخداع اللغوي ان يعطي مكانة ووضعا لتلك الحفنة التي تتبعه وتنفذ أوامره بالحق وبالباطل، وتتظاهر وتحرق، ليعطيها وحدها الحق في تقرير مستقبل البحرين؟
نحن نرفض هذا المصطلح (الشارع العام المعارض) الذي نحته الشيخ كمغالطة من مغالطاته التي لا تليق بخطبة الجمعة، لأن البحرين لم يتم إفراغها بعد من مواطنيها الذين لا يقعون ضمن (الشارع العام المعارض) الذي اخترعه.