مبعوث أوباما.. والإساءة لمشاعر البحرينيين

مبعوث أوباما.. والإساءة لمشاعر البحرينيين

ليس من اللياقة أن يقوم مبعوث الرئيس الأميركي في هذه اللحظة بزيارة للشيخ عيسى قاسم في منزله، لأن من أبسط قواعد اللياقة في تعامل الدول مع بعضها البعض أن يحترم الزائر مهما كان حجمه قوانين الدول التي يقوم بزيارتها، حتى وإن كان له موقف سلبي من هذه الدولة، وإذا أراد أن يدعم مواطنا معينا من مواطني هذه الدولة أو حتى مواطنا من دولة هذا الزائر نفسه، فله أن يفعل ذلك، في رأيي، بشكل يتم ترتيبه مع سلطات الدولة التي يزورها بعيدا عن أية إثارة للمواطنين أو إحراج لسطات الدولة.
ألا تعرف الولايات المتحدة أن هناك ضجة حول قيام عيسى بإيواء بعض الخارجين على القانون في بيته، وما نتج عن ذلك من مواقف شعبية وإعلامية بحرينية ومواقف إيرانية تعد تدخلا سافرا في شؤون البحرين؟.
الزيارة التي قام بها المبعوث الأميركي تعني التأييد والمساندة، فلماذا هذا الدعم وهذه المساندة؟ وأي غبن أو اضطهاد وقع على الرجل لكي يقوم مبعوث الدولة العظمى بمساندته أو التخفيف عنه، متجاهلا قوانين الدولة وأمورها الحساسة؟.
لماذا تتجاهل الإدارة الأميركية مشاعر الشعب البحريني وتستخف بالبروتوكول في تعاملها مع الدولة البحرينية؟.
ليس هناك أي سبب مقنع للقيام بهذه الزيارة وليس هناك أيضا سبب مقنع لإلغاء المبعوث الأميركي للقائه الذي كان مقررا في نفس اليوم مع أعضاء جمعيات سياسية معينة!.
الشيخ قاسم رجل خالف القانون البحريني وآوى في بيته إرهابيين خارجين على القانون، فهل الولايات المتحدة التي طالما رفعت شعارات حول دولة القانون تقبل أن يقوم مواطن أميركي، مهما علا شأنه، أن يأوي في بيته الإرهابيين الذين يقتلون مواطنين أميركيين؟ هل في أميركا قداسة لأي إنسان يخالف قوانينها؟
ما يحدث لا يجعلنا فقط نتهم الولايات المتحدة بغرور القوة وعدم مراعاة اللياقة في التعامل مع غيرها من الدول وبالكيل بمكيالين في كل سياساتها ومواقفها، ولكنه يفتح الباب على مصراعيه أمام التفسير التآمري للأحداث.
ذلك التفسير الذي يقول إن الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل مثلث يتحالف ضمنيا ضد العرب وأن ما نراه في العلن من عداء بين إيران والولايات هو أمر تكذبه الأحداث والمواقف.
من حق أبناء البحرين، إزاء موقف كهذا، أن يتهموا الولايات المتحدة بالضلوع في مؤامرة مع إيران من أجل تفكيك المنطقة العربية من جديد واقتسام الغنائم مع بعضهما البعض، بعد إشعال الحرائق الطائفية والعرقية في كل أركان العالم العربي.