ما معنى فوز مصر بعضوية مجلس الأمن؟

ما معنى فوز مصر بعضوية مجلس الأمن؟

بأغلبية 179 صوتا فازت جمهورية مصر العربية الشقيقة بالعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، وهذا الفوز له دلالات ومعان غاية في الأهمية، خصوصا في هذه المرحلة التي تمر بها مصر وتمر بها الأمة كلها.
ففوز مصر بالمقعد في هذا التوقيت بالذات يختلف عن أي وقت مضى بعد الأوقات العصيبة التي مرت بها وبعد المحاولات الدؤوبة من دول كبيرة ودول إقليمية لهز استقرارها واتهامها زورا بتقييد الحريات وغيرها من التهم الساعية إلى وقف تقدمها واستعادتها دورها الذي ينعكس إيجابيا على مصالح الأمة العربية ومصالح القارة الأفريقية.
فوز مصر معناه أنها أولا استعادت إلى درجة كبيرة احترامها ومكانتها في محيطها الافريقي بعد أن كانت هذه المكانة قد تضررت إلى حد بعيد خلال العهد الماضي.
وفوز مصر معناه أن محاولات تشويهها من خلال القنوات الاعلامية العميلة باءت بالفشل في مواجهة الدبلوماسية المصرية العتيدة التي انطلقت بعد ثورة الثلاثين من يونيو بروح جديدة وتصميم على استعادة دور مصر عربيا وإقليميا ودوليا واستطاعت أن تستعيد ثقة الدول الإفريقية التي تشكل حجر الأساس لصعود مصر وتبوئها مكانتها الدولية كممثلة لها ومعبرة عن قضاياها.
ولا ننسى ان هذا الفوز يعكس اقتناعا عالميا بأن مصر تسير على الطريق الصحيح وأنها قادرة على دحر الارهاب الذي يسعى إلى إسقاطها وإخراجها من السباق وشطبها من سجل الدول الاقليمية المؤثرة في هذا المحيط العربي الاسلامي لصالح دول اخرى تسعى لإحياء أمجاد قديمة واستعادة امبراطوريات لا سبيل لاستعادتها.
قبل عام حاولت تركيا الأردوغانية الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن وسط حالة من الثقة وإعلاء الذات، على اعتبار أنها دولة إقليمية ذات مكانة وتأثير في المنطقة والعالم، ولكن التصويت كان له رأي آخر، فقد كشف هشاشة القوة التركية ورخاوة الأرض التي تقف عليها وضعف مكانتها في محيطها الإقليمي في ظل سياسات أردوغان المتغطرسة الساعية لهز استقرار دول عربية كبيرة مثل مصر، فكان الفرق مهولا بينها وبين منافستها إسبانيا التي حصلت على المقعد.
ولكن مصر فعلت العكس تماما حيث سعت إلى ترسيخ أرضيتها في محيطها الإفريقي والعربي والإسلامي، جنبا إلى جنب مع استعادة ثقة العالم، وأثبتت للجميع أن استقرارها ليس كلاما ولكنه حقيقة راسخة على الأرض.
بقي أن نقول إن فوز مصر بمقعد مجلس الأمن لعامين قادمين هو شيء غاية في الأهمية ودعم كبير للقضايا العربية المختلفة في هذه المرحلة الصعبة.