بثينه خليفه قاسم
١٧ يونيو2020
ما الذي لم تتراجع عنه منظمة الصحة؟
تراجعت ثم تراجعت ثم تراجعت حتى وصلنا إلى التراجع الخامس خلال خمسة أشهر ،أي بمعدل تراجع واحد كل شهر. هذا هو حال منظمة الصحة العالمية الذي أوصلنا إلى السخرية منها .
فمنذ بداية جائحة كورونا وهي تطلق المعلومة أو النصيحة أو التحذير ثم تعود وتتراجع عنها بعد ان يأخذها الجميع في الحسبان، سواء على مستوى خطط الدولة أو على مستوى استعدادات الأفراد في حياتهم اليومية.
صحيح أن الوباء جديد وغريب في سلوكه ويختلف عن بني جنسه من الفيروسات التنفسية وصحيح أن هناك تضارب وتناقض بين الدراسات التي تصدر كل يوم ويكفي أن نذكر أن هناك نظريات قالت إن التدخين يقي من كورونا وبعدها بساعات خرجت نظريات أخرى تصرخ رافضة ذلك ،وصحيح أن هناك فوضى إعلامية لم يسبق لها مثيل في التاريخ ولكن كل هذا لا يبرر أن ترتكب هذه المنظمة كل هذه الأخطاء وتدار بهذا التردد المضحك، وكانت النتيجة أن أدار العالم ظهره لها وأصبحت في واد والدنيا كلها في واد وأصبحت توجيهاتها وتحذيراتها تدخل من أذن وتخرج من الأخرى.
في بداية الجائحة قالت المنظمة أن قناع الوجه أو الكمامة لا فائدة منها وأنها لا تنصح بارتداء الكمامة. في شهر مارس أو قبله قالت أن دواء هيدروكسي كلوروكين مفيد وأنه الأمل في التصدي لكورونا وفي مايو قررت وقف التجارب السريرية الخاصة بالدواء في العديد من الدول بحجة أنه يسبب الوفاة مستندة في ذلك إلى دراسة واحدة وصفت بأنها غير دقيقة من قبل علماء آخرين، وكانت النتيجة أن دولا معينة أوقفت استخدام الدواء ودولا لم تقتنع وواصلت استخدامه.
قبل فترة قالت أن الأشخاص الذين يحملون الفيروس دون أعراض يسببون العدوى، ثم عادت ونفت ذلك، ثم عادت ونفت النفي فأربكت الناس وكأن هذا هو دورها الأساسي.
وعذرا لم يتسع المجال لذكر باقي التراجعات .