بثينه خليفه قاسم
للنشر
20 ديسمبر2019
ما أسرع الأيام
بعد أيام قلائل نودع عاما وتستقبل عاما جديدا، فما أسرع الأيام ،حيث يمضي العام وكأنه نصف أو ثلث عام مما كان في الماضي .فعلى الرغم من الماسي الكثيرة التي يعيشها بني البشر وخاصة منهم بني العرب،الا أن العام قد مر بسرعة رهيبة ،وكما قال الشاعر الشريف الرضى : ما أسرع الأيام في طينا..تمضي علينا ثم تمضي بنا ….في كل يوم أمل قد نأى ..مرامه عن أجل قد دنا …أنذرنا الدهر وما نرعوي ..كأنما الدهر سوانا عنى.
كأنه كان أمس يوم كتبت أودع عام ٢٠١٨ وها أنا ذا أكتب عن وداع عام ٢٠١٩ بحلوه ومره،وكما يبدو لي ولغيري كثيرين أنه أقصر من العام الذي سبقه .
كنت أعتقد من قبل أن سرعة مرور الزمن أو تقارب الزمان احساس ينتابني وحدي لسبب أو لآخر ولكني وجدت أن غالبية البشر لديهم هذا الشعور .
تذكرت وأنا أستعد لتدوين هذه الكلمات حديثا رواه أنس ابن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار .
وقد قرأت مرة أن علماء الفيزياء يؤمنون أيضا بمسألة تسارع الزمن ويقولون أن هذا التسارع أو هذا التقارب يحدث بسبب اقتراب الأرض من الشمس فتزداد سرعة دورانها .
وبسبب سرعة هذا الدوران تقل البركة في الوقت ويقصر الزمن وفي النهاية لا يكون هناك فرق بين شروق الشمس وبين غروبها أو أن تطلع الشمس من مغربها ،ويسبق ذلك كما ذكر العالم الجيولوجي زغلول النجار فترة من الاضطراب يطول فيها النهار ثم يقصر ثم تطلع الشمس من مغربها .
وكما قال الشاعر : ما أسرع الأيام في الشهر …وأسرع الأشهر في العمر …ليس لمن ليست له حيلة ..موجودة ،خير من الصبر….فاخط مع الدهر على ما خطا..واجر مع الدهر كما يجري ..
فلنودع عامنا المنتهي ولنستقبل عامنا الجديد بفكر جديد وبروح جديدة وبنفوس مقبلة على الخير وبحماس للعمل من أجل هذا الوطن العزيز وليكن شعارنا في العام الجديد :
سأزرع الحب في بيداء قاحلة
لربما جاد بالسقيا الذي عبرا
مسافر أنت والآثار باقية
فاترك لعمرك ما تحيي به الأثرا.