ماذا بعد فضائح أمريكا؟

ماذا بعد فضائح أمريكا؟

بعد تقرير الفضيحة حول الممارسات الوحشية التي مارستها سلطات الأمن في الولايات المتحدة الأمريكية،والذي صدر عن جهة أمريكية، وليس عن أي جهة أخرى، ما الذي يمكن أن يفعله العالم بمنظماته الدولية والحقوقية التي تسجل على بلادنا كل عطسة تعطسها الشرطة، وتتدخل في شئوننا في كل صغيرة وكبيرة؟
هل يمكن لهذا العالم أن يفرض أي عقوبات على أمريكا كما يفعل ضد غيرها من الدول؟
هل يمكن تقديم جورج دبليو بوش للمحاكمة الدولية، كما حدث مع غيره من الرؤساء؟ ما هي الدولة التي تستطيع أن تفرض عقوبات على الشخصيات التي شاركت، والتي أعدت وسائل التعذيب التي مورست ضد المعتقلين، كما فعلت أمريكا ضد علي عبد الله صالح أو عمر البشير أو سلوبودان مليسوفيتش أو غيرهم؟
وهل يمكن لأمريكا نفسها التي طالما ادعت وروجت لما تسميه بالقيم الأمريكية، أن تقوم بمحاكمة أبطال هذه الفضيحة محاكمة عادلة، وتعلن أمام العالم كله أن القيم الأمريكية لا تتجزأ؟
أمريكا التي تعطي دروسا لغيرها في كل شيء ،وتدافع عن أعمال القتل والتخريب الذي تمارسه جماعة الإخوان الإرهابيين في البلاد العربية، وتمارس الضغوط على الحكام وتبتزهم لأسباب واهية؛ من أجل ترويضهم وإدخالهم إلى بيت الطاعة الأمريكي، تقف اليوم في موقف مخز أمام الشعوب قبل الحكام، ولابد لها أن تتطهر من جرائمها ضد الإنسانية!
أمريكا قالت للعالم ومن قبله قالت للشعب الأمريكي إنها جاءت بجيوشها للعراق لتخليصه من شرور الإرهاب ومن صدام حسين وأسلحته النووية، ثم اعترفت أمريكا نفسها أن قرار غزو العراق كان خاطئا، وأن القصة كلها كانت أكثر هزلا من فيلم القرموطي الذي حول المانجو إلى سلاح نووي!
ماذا بوسعنا أن نفعل نحن العرب، وقد ثبت لنا بالدليل الأمريكي أن كل الحروب التي جيشتنا واستخدمتنا فيها أمريكا كلها في واقع الأمر حروب ضدنا نحن، وليست ضد الإرهاب ولا ضد الطغاة المستبدين؟